إلى أحرار النفق

0
72

ستة رجال يركضون 

في الخلاء الممتد

يحملون لهاثهم

وجلدهم المُحمر

فيما تحفهم هالة 

من برد وضوء

في تلك 

الظهيرة الحارقة. 

توقفوا وهلةً

وتساءلوا: 

أردف الأول: 

علّ ما يحرسنا

هي حفنة من السماء

استللناها حين كنّا

نمدّ أيدينا 

في هزيع الأقبية 

الغارقة في الظلام

الذي تضيئه 

دموعنا وعَرَقَنا.

قال الثاني:

هي إرادة القوة

التي قَصَدَها نيتشه 

في ذلك الكتاب 

الذي قرأته تحت نور

حُجرة السجّان. 

تساءل الثالث:

أين نحن؟

وما الذي حدث

ويحصل الآن؟ 

جاوبه الرابع 

تضيء أساريرَه

جذوةُ المنتصر: 

لقد تحررنا 

انعتقنا من قبضة الظلم 

انظر

هي ذي السماء 

والشمس والتلال 

التي لم نكد نراها.

همس الخامس

مستغربًا

وعيناه شاردتان

في المدى المُعفر:

لم أكن أؤمن 

بكل ما هو عجائبي

ولا معقول!

وأنهى الأخير الحوار

بسؤال لم يجب عليه أحد:

مَنْ كان معنا 

حين كنّا نحفر ذاك 

النّفق الغائر الطويل؟

ومن ألهمنا فكرته؟ 

استأنف الستة الركض 

يلحقون المجهول 

الجميل

المعلّق في الأفق

مثل نبراس دليل

بينما في صدورهم 

ثمة طمأنينة 

لا يعلمون لها مصدر..