خطواتك التي مرّت من هنا تركت الربيع لنا، ومن كفّك وفكرك تتدفق النجوم والزهور للوطن.. بعض ماقيل في ذكرى استشهادك الخامسة والثلاثين عاما تعبيراً عن حجم الفقد وعظمة التضحية التى قدمتها لنا كشعب ورفاق وأحبة… ومهما قيل فسيظل قليلاً في حقك ياهاشم، يا من وضعت روحك على كفك، وقدمتها فداء للوطن وللفكر النيّر الذي آمنت به لتبقى نبراساً وضاءاً دائماً لايخفت بريقه.
كم احتجت إلى دكتوري العزيز في ذكرى رحيله العام .كم كان خيالك ماثلاً أمامي وأنا في غرفة العمليات أتخيلك تعتصر خوفاً وقلقاً عليّ . كم كنت أتخيل سماع كلماتك الحانية بعد انتهاء العمليّة.. وأحس بدفء كفك ورجفته وانتَ تمسح على رأسي وشعري لتخفف جرحي وتحتوي ألمي.
دموع الفقد والقهر تحرقني وهي تنهمر.. ولكنها تغسل حزني وألمي، فلقد كنتَ ومازلتَ معي .لاتغادرني. وما يؤسفني أنه في ذكرى رحيلك هذا العام ولأول مرة تخلفت عن وضع الورد الأحمر على قبرك ..الورد الذي تحبه وتهديه تعبيراً عن الحب والوفاء والإقدام والصمود والتضحية.
ولكن ورود سلامتي أوصلتها إليك لأطمئنَك على صحتي. حينها كان ابناك عادل وهاشم هما القوة والسند ..هكذا ينشأ أبناء الأبطال وهذا نسلَكَ يا إبن الكرام، فهذه هي تربيتك وما أوصيت به. سأظلّ أنهل من فكرك ومبادئك ومواقفك ماحييِت، فلذكراك العطرة المجد والخلود أيها الحبيب والرفيق الشهيد.