في اللغة مرأة مؤنث مرء. ومرأة لها عدة صيغ فإلى جانب مرأة نقرأ إمرأة ومرة ومراة، والأخيرة على اللفظ السامي القديم. والمرة والمراة هما الدارجان في لغة الكلام المعاصرة.
وتعتبر اللغات السامية من أكثر اللغات تمييزاً بين المؤنث والمذكر ويتقاسم التأنيث والتذكير مفرداتها وأدواتها بالمناصفة. ويعود ذلك إلى المكانة التي تمتعت بها المرأة في الحضارات السامية.
ومن الملاحظ على اللغات الأوروبية اعتبار الرجل هو الإنسان والإنسان هو الرجل والمرأة مشتقة من الرجل man-wo وإذا أريد في الإنجليزية مثلاً أن يشار إلى كاتبة قالوا woman writer لأن الأصل فيها هو المذكر (كاتب) ولإجراء التأنيث يجب إلحاق اسم المرأة: (كاتب امرأة). وهكذا: عالم امرأة، وفنان امرأة، وعامل امرأة.
في كتابه القيم (فصول عن المرأة) يُشير العلامة هادي العلوي إلى الأخطاء الشنيعة والالتباسات التي يقع فيها المترجمون العرب عند النقل من إحدى اللغات الأوروبية فيثبتون كلمة رجل في مصطلح قد يكون مشترك بين الجنسين والمقصود به الإنسان لا الرجل. والسبب في ذلك توحيد الإنسان في الرجل.
وعند العودة إلى قاموس اللغة العربية نجد أن مفردة (الإنسان) من (المستوي) أي الذي يستوي فيه المذكر والمؤنث فيقال: هو إنسان وهي إنسان، هذا إنسان وهذه إنسان. ولا يجوز تأنيثه إلى إنسانه.
وبالرغم من حصول المرأة في الغرب على الحرية والحقوق الكاملة، غير أن مظاهر الذكورية لا تزال تفرض نفسها على الغربيين. ومن مظاهرها تلقيب الزوجة بلقب الزوج وفي ذلك إقرار رسمي بتبعية المرأة للرجل. ومما يؤسف له تقليد فئات من المثقفين والسياسيين والفنانين العرب لهذه الفكرة المتخلفة، في مقابل استهجان عامة نساؤنا لها، لأنهن غير تابعات للثقافة الغربية.
وفي هذا الصدد لا بد من الإشادة بلغتنا العربية، وهي أكمل اللغات السامية وأحدثها، لأنها تقف بالمناصفة في التأنيث والتذكير، فهي تؤنث الكثير من مظاهر الطبيعة والمجتمع الكبرى كالشمس والسماء والأرض والحرب والسلم والقبيلة والدولة والحكومة.
لذلك على المثقفين والفنانين والسياسيين العرب وخصوصاً النساء منهن عدم الوقوع في خطيئة توحيد الإنسان في الرجل، ففي ذلك انتقاص من قيمة المرأة واستقلاليتها.