غافلاً عن ريشةِ الإمكان

0
41

ينسى، ويومئ نافياً، ويهزّ رأسه

عيناه تبتعدان عما تنظرانِ له

يحكُّ بسهوِهِ شَعرَ الهواء،

يغيبُ في حفرٍ من المجهول،

يقذفُ في خيوط الكهرباءِ اللامعات وجوده

ويُضيءُ نفسَه

هذا الذي لا شيء يشغله

يفكّرُ في فقاقيعِ الصدى

ويطّبقُ المعنى على المعنى،

وتمحوهُ الدقائقُ ثم ترسمه

وتمحوه، وترسمه، يذوبُ

كأنه عَدوُ السحابِ على قماشِ الماء

يجمدُ واجماً، فتراه صار اثنين

يشتبكان في صورٍ مضببةٍ

وتنبت كلمةٌ بيضاء في شفتيه

يُطلقها ويطلق خلفها الصيّادَ/ حسَّه

أنت موجودٌ ولستَ،

إذا انتظرتَ كفايةً

سيجّرك العدمُ الذي

بيدينِ من وهمِ الدخان

يشدُّ حبلاً لا نهائياً من الهفواتِ،

لو شردَت حروفك من فمِ الرغباتِ

قلتَ: أنا مصيري. واستفقتَ،

وإنما مازلتَ بينْ

ساهياً تطفو على النقرِ الموقّع للحقيقةِ

غافلا عن ريشةِ الإمكانِ

تسقط فوقَ عين

أنتَ موجودٌ ولستَ،

هنا بعيداً عنكَ،

لا شيءٌ يثيرُك غيرَ صمتكِ

واشتباك حقيقتين..

يُنسى، ولا ينساه إلا هُو

ويُتركُ في ظلامِ بكائه السريّ

وعلاً تائهاً في قسوة النسيان

يَكسرُ وهو يقفزُ

في الصخور قوائمَ المعنى

ويسحقُ كلما ركضت به الأوهام

ماضيه وحاضره

ويجرحُ يومه ويفتُّ أمسَه.