العنوان أعلاه هو الديوان الرقمي للشاعرتين إيمان أسيري وليلى السيد: “غابة النوم – هجرة الأوكسجين” الذي صدر توا مع إطلالة العام الجديد. يقع الكتاب في 111 صفحة من القطع المتوسط.
أما عن اختيار الرقمي دون الورقي فتقول اأسيري: “إن الرقمي أوسع انتشارًا وأقل تكلفة، ويمكنه أن يصل ألى أكبر شريحة من القراء على مستوى الوطن العربي. كما أن التجارب السابقة مع دور النشر لا تشجع كثيرا على الإصدار الورقي إلى جانب أن التكلفة عالية جداً”.
لماذا اختارت أسيري موضوع الحرب تحديداً؟
تقول أسيري: “كنت ولا زلت أكره الحرب، ولا يمكننا أبداً قبولها كلغة حياة مهما أوهمنا الطغاة والمتجبرون بذلك لمصالحهم الخاصة التي لا تصبّ إطلاقا في مصلحة البشرية. لا توجد حرب عادلة. فلا بد من المقاومة والرفض، وإعلاء لغة الحياة الطبيعية المسالمة التي يجب أن يحياها الإنسان”.
في ديوانها “غابة النوم” كتبت إيمان 76 مقطعاً شعرياُ تنتمي كلها لقصيدة النثر تناولت فيها وقع الحرب وآثارها علينا كبشر مخلفة الموت والدمار. عندما أصبح الموت مجانياً خلال العقدين السابقين فما أن تلتفت إلى بلد إلا وترى إما حربا أهلية وإما اعتداء. حتى أصبحت لغة السلام مفقودة، بعد أن تم إعلاء لغة الحرب.
مهما تصدرت الشاشات اخبار الحرب بحثا عن البطولات الزائفة فلا يمكننا ان نعتبرها مسلمة او طبيعية، ويبقى توقنا وانتصارنا دائما للحياة فنحن الحياة، لابد ان نرفض هذه اللغة، لابد ان نقاوم ونرفض الموت المجاني الذي تنتهك فيه إنسانية الانسان، ومن الديوان نختار لإيمان أسيري هذا النص:
غابة النوم
بلقيس ذات الرموش السود، ذات الوشاح الملون،
والعمر القديم، قامت إلى الباب،
متوحشون أوقعوا جسد بلقيس
بدفئه تحول نرجسا سريا متدفقا حتى الآن.
في المقطع رقم 7
بين الشاشات تكمل الحروب حكايتها، بالقذائف
تستهدف قلوبنا، فرض علينا كتم النظر إحترامًا لجنون
الضباب.
***
لم تنته الحرب من سهرتها، ولم أنته من إعداد الطعام،
كثيرا ما أفكر، ماذا لو نقص عدد المحاربين ؟
هل ستكف الأمهات عن طهي الأحلام
وفي “هجرة الأوكسجين” لليلى السيد نقرأ:
أكتب
شعرا على نخيل البحرين
أو في
أيّ مكان آخر
فما بين البحر والبحر لا تقبع اليابسة وحدها.
يا إلهي أحلم بمستقبل غبي
يبدأ بما بعد الحرب .
****
أنا وقمر غرناطة
نجلب شيئين
عين مذعورة،
ورسائل مؤطرة الرغبة
حين لا تراني
سأنتظرك
أمام مرآتي
أهيء النفس لضوئك.