بإعترافات مدعمة بالصور يتحدث الكثير من الأمريكيين عن الجرائم التي ترتكبها السلطات المركزية في الولايات المتحدة الامريكية، واحتلال ونهب ثروات البلدان بصورة سافرة، غير مباليةبالنقد اللاذع لها، في طول العالم وعرضه، وأخيراً يصرح بعض من استغلوا في نشر الأمراض بسبق الإصرار والترصد مثل ارسال بعثات “طبية” إلى أفريقيا وحقن السكان السود لنشر مرض الإيدز بينهم، تحت غطاء أنهم يقومون بحقنهم لوقايتهم من الأمراض والأوبئة، فتصوّروا حجم الإجرام في حق الإنسانية.
وفي 1974، شهدت أمريكا أقسى موجة احتكارات عانى منها العمال الأمريكيون حيث الارتفاع الجنوني في الأسعار والأدوية والمواصلات والسكن والكثير من ضروريات الحياة، وتمّت السيطرة على كل مفاصل الاقتصاد، وزادت أرباح الشركات الإحتكارية بنسبة عالية جداً لتبلغ حدود 35% تقريباً، وقلّت حركة الاصلاح بعد أن تمّ إفساح المجال لتسلق البرجوازيين والإنتهازيين.
يومها شهدت أمريكا أوسع موجة اضرابات في تاريخها، حيث سجلت وزارة العمل الأمريكية أكثر من ستة آلاف اضراب رسمي خلال عام واحد، وبعد أن أحكم الاحتكار السيطرة على الاقتصاد ليزداد حجم الترسانة العسكرية، وتتوسع عمليات الإنقلابات في العالم والتدخل في شؤون الدول، والإتفاق مع الزمر العسكرية فيها والقيام بنهبها بالقوة، وتصاعدت إضرابات العمال بمن فيهم عمال الحكومة والمعلمين في المدارس والكليات، حيث فصل بعض المدرسين وجمّد البعض الآخر، وسُرّح جامعو القمامة وخفضت المساعدات المقدمة للمسنين والمعوزين وفصل السود من عمال المطافئ والمواصلات، وحعل هذا الصراع بين الحكومة والعمال الحركة العمالية والنقابية تنشط أكثر في جميع الولايات الأمريكية تقريباً، وخصوصاً نيويورك وفرانسيسكو وشيكاجو.
لقد قلب العمال الأمريكيون موازين القوى، حيث أصبحوا هم من يمارس الضغط على الحكومة وقد أجبروا الحكومة للرضوخ وخصوصاً بعد إضرابات المستشفيات.
إن الإعلام الأمريكي والغربي والإعلام الحليف لهم، يقوم بتعتيم شديد على الإنتصارات العمالية داخل الولايات المتحدة الأمريكية وخارجها، لكن تزايد نمو الحركة العمالية وبروز الحركة النقابية وإعلامها العالمي بجميع اللغات وأدبياتها المترجمة إلى اللغات الاخرى بمواقفها الأممية، جعل صوتها أعلى من الإعلام الحكومي المضلل، واكتسب تأييداً عالمياً حيث أخذ منحى جديداً للمطالبة بالعمل في اجتماع نظمّه في واشنطن في 26 إبرايل 1975 قسم النقابات الصناعية في اتحاد العمل الأمريك.
واليوم تنكشف أمريكا على أكثر من صعيد، سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وحتى عسكرياً وسلوكاً بسبب استهتارها المفضوح عالمياً.