(قضية الشعب الفلسطيني نموذجاً)
في فلسطين يسقط الشهيد تلو الشهيد ويستشهد الأسير في المعتقل ويُطرد الفلسطينيون من بيوتهم، والأكثر من هذا تُهدم البيوت عليهم، وتمارس القوات الصهيونية وعصابات المستوطنين كلَ الأساليب العنصرية ضد الشعب الفلسطيني ويرزح الآلاف من الفلسطينيين في السجون والمعتقلات الصهيونية ويواصل الحصار على قطاع غزة ويستولي الصهاينة على الأراضي الفلسطينية وأخيراً وليس آخراً في النقب والجليل (أراضي 1948)، العدوان الوحشي والعنصري يمارس على الشعب الفلسطيني منذ 74 سنة، وفي فجر يوم الجمعة 15 إبريل 2022، الرابع عشر من رمضان 1443 تمَّ اقتحام المسجد الأقصى من قبل قوات الاحتلال الصهيوني وعصابات المستوطنين والإعتداء على المصلين وحدثت إصابات في صفوفهم، ويستمر تهويد القدس وطرد الأهالي من بيوتهم ويمارس القتل والبطش والتنكيل بالفلسطينيين، والغرب والأمريكان لا يحركون ساكناً، بدلاً من اتخاذ قرارات صارمة تجاة الكيان الصهيوني، يشجع على القيام بالممارسات العنصرية والفاشية والعدوانية أكثر وأكثر.
عندما تفتح السفارات والقنصليات في القدس ويستقبل قادته بالأحضان في العواصم الغربية والعربية، وعندما يُصدر قرارُ دوليٌّ من هيئة الأمم المتحدة أو مجلس الأمن التابع لها، لإدانته على الجرائم والمجازر التي يرتكبها تسارع الولايات المتحدة الأمريكية بإصدار الفيتو لوقف القرار وتبرير ساحته من تلك الجرائم، ولا يلتزم حتى بالاتفاقيات التي وقعها مع السلطة الفلسطينية ويتنكر لحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته الوطنية المستقلة وعاصمتها القدس، وبعض الدول الخليجية والعربية تطبع معه وتستقبل قادته الملطخة أيديهم بدماء الشعب الفلسطيني ضد إرادة شعوبهم وقرارات القمم العربية والدولية، تنازلاتٌ بالمجان تقدم وتفتح الأبواب للمجرمين الصهاينة لتنتهكَ السيادة الوطنية لبلداننا ليسرحَ ويمرحَ فيها عملاء الموساد (جهاز المخابرات الصهيوني في الخارج)، ومخططاته وأهدافه في أي بلد تحاط بسرية تامة .
بالمقارنة في ما يجري في أوكرانيا التي حولتها الأمبريالية الأمريكية والدول الغربية لتصفية حساباتهم مع روسيا الاتحادية التي رفضت الخضوع لمشيئتهم ووقفت في وجه مخططاتهم ودافعت عن حقها المشروع في الدفاع عن أمنها الوطني وعن المواطنين الأوكران من الأصول الروسية في الدونباس، الذين مارست القوات الأوكرانية والنازيّون من كتيبة أزوف القتل والتدمير والتخريب طوال الثمان سنوات منذ عام 2014، انتهكت هناك حقوق الإنسان ولم تتحرك المشاعر الإنسانية الأمريكية والأوروبية لوقف تلك المجازر الوحشية ضد مواطنِي لوغانسك ودونيتسك، مثلما يفعل الصهانية المحتلون بالفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية طوال 74 سنة، مشاهد القتل والاعتقال وهدم البيوت في فلسطين لا تؤثر فيهم، لهذا يبحث إعلامهم “الأمريكي والغربي “بأي شكل من أشكال لضحايا في أوكرانيا حتى لو عملوا الفبركات في تصوير تلك المشاهد المسرحية الهزلية، يريدون نشر مادة إعلامية تكون الأحداث فيها مأساوية ليبكيَ عليها الأمريكان والأوروبيون.
لسنا من دعاة حرب أو اعتداء على أي شعبٍ في أي بقعة من بقاع العالم، ندعو إلى السلام والتعايش والتسامح مابين الشعوب والبلدان في العالم، الأهداف والقيم النبيلة التي لا تتجزأ لحقوق الإنسان، الحريات العامة حرية الرأي والتعبير، المساواة والعدالة الاجتماعية، وهي مبادئ إنسانية، الدفاع عن حقوق الأقليات والمرأة، الإيمان بها وتطبيقها لا يكون وفق مصالح وأهداف هذه القوى الدولية أو تلك ، مثلما تفعل الإمبريالية الأمريكية وحلفاؤها في الغرب، هم الذين يحدِّدون الأسس والمعايير والقوانين التي يجب أن يتبعها النظام الموالي لهم بغض النظر عن الممارسات التي يقوم بها سواء كانت ديمقراطية أو استبدادية، من المهم بالنسبة لهم بأن لا يخرج عن ولاء الطاعة والخضوع والتبعية لهم، لكيلا يكون مارقاً ومشاكساً، سوف يعملون كل ما لديهم لإسقاطه وإذا لم يستطيعوا عملوا على محاصرته كما حدث مع كوبا، إيران، العراق، فنزويلا.
واضح تطبيق سياسة الكيل بمكيالين في العلاقات الدولية ما بين البلدان والشعوب في العالم، سياسة المصالح المتبعة من قبل الإمبريالية الأمريكية منذ زمن قديم ولازالت مستمرة في تطبيقها، تحافظ على الكيان الصهيوني وبأنه لا يُمسّ بأي شكل من أشكال حتى لو مارس سياسة الإبادة للشعب الفلسطيني، بالمقابل لم تكتفِ بفرض عقوبات صارمة على روسيا الإتحادية مع حلفائها في الإتحاد الأوروبي وحلف الناتو على العملية العسكرية التي قامت بها في أوكرانيا، ولكنها مارست سياسة التهديد والترهيب على الدول التي أخذت موقفاً محايداً من الحرب لحملها على تغيير مواقفها، لم تسلم من تهديدها العديد من الدول، في باكستان أُسقِطت حكومةُ عمران خان ونصَّبت شخصيةً باكستانيةً مواليةً لها وللغرب، تريد أن تقول بأنها زعيمة العالم .
هل تنصف الدول العربية والعالم الفلسطينيين وتقف معهم من أجل حقوقهم المشروعة بدحر الاحتلال الصهيوني وإقامة الدولة الوطنية الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس .