احتفالية تأبين المناضلين الخطيب والنيباري
بمبادرةِ من جمعيات التيار الديمقراطي في البحرين، المنبر التقدمي، التجمع القومي والتجمع الوحدوي ومشاركة شخصيات وطنية والمنبر الديمقراطي والحركة التقدمية الكويتية من الكويت، أقيم حفل تأبين للمناضلين الدكتور أحمد الخطيب وعبد الله النيباري بالمنبر التقدمي يوم الأحد الماضي 8 مايو 2022.
بدأ الحفل بالوقوف دقيقة صمت على روح الفقيدين الكبيرين، تلتها كلمات بدءًا بكلمة المنبر التقدمي التي ألقاها الأمين العام المحامي عادل متروك الذي أكد على دور الفقيدين الرمزين في الحركة الوطنية بدولة الكويت الشقيقة وفي الخليج العربي، وفي إطار حركة التحرر الوطني والقومي، وأضاف المتروك: “ليس غريباُ أن يقام في البحرين هذا الحفل التأبيني للراحلين الكبيرين الخطيب والنيباري فما يجمع بين شعبينا الشقيقين في البحرين والكويت من الأواصر الأخوية والتاريخية والكفاحية وبين حركتيهما الوطنية، هي من القوة والصلابة، مما يجعل من نضالنا في البلدين نضالاً واحداً من أجل أهداف وقيم مشتركة، وعلى الدوام كانت هناك أوجه تنسيق وتآزر بين المناضلين في البلدين “.
التجمع القومي كانت له كلمة ألقاها الدكتور حسن العالي عضو الأمانة العامة ذكّر فيها بالأرث النضالي والسياسي والقومي الذي خلّفه الراحلان وهو ما يجمع التيار الديمقراطي والحركة السياسية في البحرين على قاعدة من القواسم المشتركة في الدفاع عن تحرير فلسطين والدفاع عن قضايا الأمة الكبرى من الدستور والديمقراطية.
أصدقاء ورفاق الفقيدين كانت لهم مشاركات، حيث بدأ الأخ الأستاذ عبيدلي العبيدلي كلمته خارج إطار النص بالتنويه بجمعية وعد وتيارها وعلاقتها التاريخية بالمناضلين الخطيب والنيباري، وتمنى عودة جمعية وعد للعمل مع بقية الجمعيات السياسية، قبل أن يعرج على ما يتمتع به هذان المناضلان من صفات،منها:
١- ريادة الحركة السياسية:
٢-الفكر الاستراتيجي
٣-الجرأة والمرونة والابتكار في العمل السياسي
٤-التأكيد على الجبهة الوطنية مع الاختلاف بين العمال والتجار.
استعرض الاستاذ عبيدلي كيف تمثلت هذه الصفات في عدة مواقف:
- الجرأة مع إعلان الرئيس العراقي الأسبق عبدالكريم قاسم عن ضمّ الكويت عام 1961، حيث استثمر الخطيب علاقاته بالرئيس جمال عبدالناصر الذي تعهدّ بحماية الكويت.
- رفض التعميم في وصف حركة الإسلام السياسي والمناداة بالتعاون مع هذاالتيار.
واختتم الأستاذ عبيدلي كلمته بتصور لما كان يمكن للخطيب أن يوجهه من خطاب للحركة السياسية في البحرين، بدعوتها للمشاركة في انتخابات 2022، وتشكيل كتلة نيابية في المجلس النيابي القادم، والاستفادة القصوى من الهوامش المتاحة والدعوة لعمل سياسي غير تقليدي.
المهندس عبدالنبي العكري الذي رافق المناضلين على مدى عقود كانت له كلمة استعرض فيها العلاقات النضالية مع التيار الديمقراطي في الكويت ومناصرته للحركة الوطنية في البحرين ودور مجلة “الطليعة” لسان حال التيار الديمقراطي في الكويت وكان رئيس التحرير المرحوم الأستاذ سامي المنيس.
ومن الكويت كان هناك حضور للتيار الديمقراطي فيه بمشاركة الأستاذ عبدالهادي السنافي الأمين العام للمنبر الديمقراطي والأستاذ أسامة العبد الرحيم أمين اللجنة المركزية للحركة التقدمية، فيما كانت كلمة الختام للدكتور عباس هلال واستذكر فيها سيرة المناضلين الخطيب والنيباري على الصعيدين القومي والوطني والدستوري والبرلماني
واختتم الدكتور عباس كلمته بالدعوة لإطلاق أسماء شوارع وميادين ومراكز وقاعات بأسماء الفقيدين الخطيب والنيباري في وطنهما وتقديراً لما قدماه للكويت، والحراك الشعبي بإمكانه إطلاق مسمى ساحة الخطيب على ساحة الإرادة.
عندما نتحدث عن المناضلين الخطيب والنيباري نستذكر محطات عدّة آزرت فيها الحركة الوطنية والشعب الكويتي في البحرين، وهنا مهم التوقف مع حركة هيئة الاتحاد الوطني عام 1956، فبعد إجهاض الحركة والإنقضاض على قيادة الهيئة بتسفير الباكر والشملان والسيد علي كمال الدين والعليوات وسجن إبراهيم فخرو وإبراهيم موسى وآخرين، لجأ الكثير من نشطاء كوادر الحركة إلى الكويت حيث احتضنهم هي وحركتها الوطنية.
في حفل التأبين الذي أُقيم في البحرين منتصف الثمانينات للشخصية الوطنية المرحوم صالح شهاب، أتذكر كلمات المرحوم حسن الجشي رئيس المجلس الوطني في البحرين (دسيمبر 1973- أغسطس 1975) وإشادته بجهود المرحوم صالح شهاب والأخوة في الكويت ونفس الأمر حصل بعد انتفاضة مارس 1965، هذه هي الكويت وحركتها الوطنية الداعمة لشعب البحرين في عدة مراحل.
نتذكر المناضل الدكتور أحمد الخطيب ونتوقف مع سنوات النضال التي امتدت لسبعة عقود منذ أن التحق بجامعة بيروت الإمريكية مطلع الخمسينات وتأسيس حركة القوميين العرب مع رفاق النضال جورج حبش والدكتور وديع حداد وهاني الهندي ونايف حواتمة، وعلى مدار العقود السبعة لم ينحنِ لا للترهيب ولا للترغيب، وحتى العواصف والمحن والانتكاسات التي تعرض لها وطنه الكويت لم تهزه وظل صامداً، وهبت رياح الطائفية على المنطقة في العقود الأخيرة وظل متمسكاً بالثوابت الوطنية والقومية ونادى الاستقلال الذي حلّ عام 1976، بعد حل المجلس الأمة ، وصولاً لتأسيس التجمع الديمقراطي ولا حقاً المنبر الديمقراطي عام 1991، مع ثلة من قيادات التيار الديموقراطي نذكر منهم سامي المنيس، جاسم القطامي، عبدالله النيباري والدكتور أحمد الربعي. وعندما نتذكر المناضل النيباري نتذكر عضو مجلس الأمة في تصديه في الدفاع عن المال العام إبان مناقشة اتفاقية المشاركة في مجلس الأمة بين حكومة الكويت وشركات النفط.
إن إقامة حفل تأبين للمناضلين الدكتور أحمد الخطيب والأستاذ عبد الله النيباري في البحرين هو ترجمة للعلاقات النضالية الوثيقة بين الشعبين في البحرين والكويت.
سيبقى ذكر المناضلين الدكتور أحمد الخطبيب وعبد الله النيباري نبراساً يضيئ الطريق للحركة الوطنية والديموقراطية في الكويت والخليج والوطن العربي.