دور العمل التطوعي في خدمة المجتمع (1)

0
61

العمل التطوعي بشكل مبسط هو الجهد المبذول من اجل تقديم كافة اشكال الخدمات بهدف مساعدة الأفراد والمجتمع بدون مقابل او مردود مالي او دعم لوجستي او حتى معنوي وبقناعة ذاتية تكون محصلتها النهائية هي خدمة المجتمع والوطن .

مجال العمل التطوعي واسع جدا ومجالاته متعددة؛  على سبيل المثال  الحركة الكشفية في المدارس الحكومية ضمن القطاع العام، وكذلك مجالات البيئة والصحة والرياضة والثقافة، وسنقدّم بعض الشرح المبسط والمختصر لهذه المجالات لتعريف القارئ عن كيف كان العمل التطوعي يعطى اهتماماً بالغاً وله ارتباط وثيق بحياتنا .

الحركة الكشفية

كانت الحركة الكشفية ولا زالت  في وزارة التعليم تحظى باهتمام بالغ، فالمدرسون يشجعون الطلبة للالتحاق بهأ وكذلك يفعل أولياء أمور الطلبة، حيث تقام المعسكرات الكشفية التي هي أشبه بمعسكر الجيش حيث يتعلم فيها الطالب الانضباط، ففي الصباح يوجد طابور تقدّم فيه تحية العلم والأناشيد الكشفية وكثير من المهمات مثل كيفية القيادة وكيفية تعلم امور الطبخ وممارسة كافة اشكال الرياضة والمسابقات الثقافية لتوسعة آفاق الثقافة لدي الطالب، وكل ذلك تحت اشراف مدرسين متخصصين في الحركة الكشفية تعزز الثقة والجراة والقيادة لدي الطالب .

التطوّع في المجال الصحي

لا يخفى على الجميع ما شاهدناه من مواقف عملية لمكافحة مرض كوفيد 19، عندما طلبت اللجنة العليا لمكافحة هذا المرض من المواطنين التطوّع، فهبت جموعهم من شباب وفتيات ومن كبار السن والنساء بتسجيل اسماؤهم، حيث تم توزيع المسؤليات على الجميع، وأدى هؤلاء واجبهم على اكمل وجه، فهذا أرقى نموذج من العمل التطوعي .

التطوّع في مجال البيئة

في البداية كانت مبادرات فردية وغير منظمة من بعض الأفراد الحريصين على نظافة البلد، حيث كانت مبادرتهم بتنظيف السواحل من كافة أشكال القمامة،  إلا انه سرعان ما تطوّر الحال،  فاخذت بعض المدارس زمام الامور كجزء من أنشطته وخدمة للوطن، وبعد ذلك تبنت بعض المنظمات الأهلية هذه المواقف، وأخيراً  تطوّر هذا ليبرز جهات متخصصة في مجال البيئة بكل أشكالها، فلم تعد محصورة في السواحل بل تعدت ذلك لتشمل تنظيف قاع البحار من قبل غواصين متخصصين، مما في هذا القاع من  الزجاج والبلاستك والخشب والحديد والمعادن الأخرى، وهناك أيضاً تشجير البلاد من النخيل والورود لتتحول بلادنا إلى أرض جميلة تسرّ الناظرين وتريح البصر، حرصا على جمال  الوطن ونظافته دون السعي للحصول على مقابل مادي، وتوجد أيضاً مجالات كثيرة كالمجال الرياضي، وخير مثال لذلك مشجعي منتخب البحرين وكذلك العمل التطوعي في المجال الثقافي الذي كان  صيته في النوادي الثقافية عالياً.

أهداف العمل التطوعي

هناك سؤال يتبادر الى الذهن وهو: ما الهدف من استمرار العمل التطوعي وبدون مقابل مادي او لوجستي في حين أن المتطوع في أمس الحاجة إلى الدعم المادي؟،  لكي نعرف الإجابة، لا بد أن نحدد أهداف العمل التطوعي، التي هي سبب استمرار العمل التطوعي وهي كثيرة ويمكن أن نوجز أهمها: 

الهدف الأول: تلبية الواجب الوطني ،عندما تصدر اوامر من جهات عليا وتطلب من شعبها الدعم، فهذا يعني مدى الحاجة لذلك، فلا بد من حشد الطاقات البشرية ومن  مختلف الأعمار لتلبية الواجب وهذا ما حدث في مع مواجهة جائحة كوفيد 19.

الهدف الثاني: الدعم المالي وهذا ما تقوم به الجمعيات الخيرية من دراسة وضع الأسر من خلال الزيارات الميدانية لمعرفة  مستوى حالة هذه الاسر ومدى حاجتها  للدعم  المالي واللوجستي. 

الهدف الثالث: في المجال الاجتماع ، حيث تقوم المنظمات الأهلية؛ مثل الجمعيات النسائية وغيرها من مؤسسات المجتمع المدني مثل جمعية الاجتماعيين البحرينية، بتنظيم مهرجانات  فنية في جميع  قرى البحرين من أجل الترفيه الاجتماعي لأطفال وأهالي القرى وإدخال البهجة والسرور في نفوسهم .

الهدف الرابع: حل المشاكل الأسرية العالقة بين الزوجين والتي تصل إلى الطلاق، ومن الجمعيات التي تضع ذلك ضمن برنامجها ووظيفتها جمعية الاجتماعيين البحرينية،  حيث لديها قسم  معني بذلك تحت اشراف متخصصين لهذا الغرض، وكذلك بعض الجهات المرخصة بشكل رسمي لنفس الهدف لإيجاد حلول ترضي الطرفين. 

ويشهد العمل التطوعي حالات من المد والجزر، حسب المراحل المختلفة، حيث نشهد وصوله إلى ذروته في مرحلة تاريخية يمكن أن نطلق عليها العصر الذهبي للعمل التطوعي وهذا ما سنتطرق له في الحلقة الثانية .