المنهجية في العمل السياسي

0
38

في هذه الآونة يخلط الإعلام البرجوازي في كتاباته عن السياسة والتسييس، أوراق المفهوم السياسي والمنهجية الثورية، والتسييس، بقصد أو بغير قصد، حيث نجد بعض الأقلام تنساق وراء الترداد (البغبغائي) دون الفهم العميق لأبعاد ما تسوقه الأقلام البرجوازية في تشويه الحقائق، خصوصاً في منهجية الصراع الطبقي، حيث التعمد في تشويه مفهوم التسييس، أي خلط أوراق الفهم عند البعض.

إن النهج السياسي الذي تنتهجه الحركات التقدميّة الثوريّة في صراعها الطبقي موجه نحو خدمةً نسيج وطني عام، لا يتسم بالفروقات الطائفية والعقائدية والعنصرية بين الأفراد والجماعات، مثل ما قال الزعيم البلشفي لينين بأن المبادئ الفلسفية والمنهجية والتفكير السياسي الثوري ليست مجرد حقائق علمية، إنما هي سلاح في الصراع الطبقي، صراع بين نظامين اجتماعيين عالميين.

إن لمنهجية التفكير في العمل السياسي تأثيراً يتعاظم في حياتنا الاجتماعية، والعمل السياسي يرتبط على الدوام بنضال الطبقات الممنهج في مراحل العمل الثوري الذي يهدف انتزاع حقوق الإنسان المحروم الكادح، ضد السياسة الإمبريالية التي تتصدى بمنهجيتها وبكل أسلحتها للحراك الوطني والأممي، وتتعمد خلق النعرات الطائفية وتشجع السلبيات البرجوازية لتشويه الحراك الشعبي، بحرف أساليب العمل النضالي، وذلك لكي تبعدنا عن الصراع الحقيقي معها، أي الصراع الطبقي.

إن جوهر السياسة التي تتخذها الإمبريالية في استعمارها للدول الفقيرة في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية يهدف إلى تقسيم الدول إلى دويلات، وخلق معارك طائفية، والتآمر على القوى الوطنية وتشويهها وتوريطها في صدامات مع حكوماتها، بعد أن تبرم اتفاقاً وبرامج لا تخدم الشعب، وليس لها أي أساس ديموقراطي، لكن قوى الشعب تكشف دوماً السياسات، لتعريها أمام الرأي العام العالمي لإظهار حقائق أبعاد المؤامرات، وذلك لتفويت الفرص الساعية إلى سياسة النهب عن طريق الضرائب، وارتفاع الأسعار وإشغالها بالحروب.

إننا في عملنا السياسي نعتمد على تعميم القوانين التي تخدم الانسان المغلوب على أمره بوعي وفهم تاريخي نابع عن تفكير منهجي مبرمج، وهو عمل مبني على أسس ومبادئ متطورة تخطط لمستقبل زاهر متقدم بعيداً عن الفوضى والتطرف.