أطلق عليه رفاق المنفى، شيخ المنفيين، رحم الله الصديق الرفيق الدكتور يعقوب جناحي، تغمده الله بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته، وألهم أولاده وزوجته ثريا أم محمد وأهله وكافة الرفاق الصبر والسلوان، لم يكبروا الرفاق القادة والكوادر بقدر السنوات والشهور ولم يمرضوا بقدر السنوات والشهور ولكن كانوا كبارًا بنضالاتهم وتضحياتهم، معتصمين بقوة العزيمة والشكيمة والنضال الوطني القومي والأممي.
أجريت للمرحوم الدكتور عمليات جراحية كبيرة قبل ولاحقًا وأدخل العناية القصوى بفقدان الوعي هكذ قدر الرعيل الأول ومن بعدهم، ولم تكن الحركة الوطنية محظوظة برحيلهم في عنفوان البذل والعطاء، وشعلة الوهج السياسي.
عمل المرحوم الدكتور في مطلع شبابه المبكر بشركة بابكو مع دراسته المسائية، تم اعتقاله في عام 1961 لنهاية 1962 مع رفيقه المرحوم يوسف العجاجي ومحمد حسن.. تم ترحيله عبر البحر إلى بوشهر في إيران، انتقل بعدها مباشرة إلى الإمارات وأكمل الثانوية يونيو 1963 في قطر، إلتحق بجامعة الصداقة في موسكو نهاية 1963، كان من المؤسسين لرابطة طلبة البحرين، وكان من ضمن وفد الرابطة إلى المؤتمر التأسيسي للاتحاد الوطني لطلبة البحرين – دمشق – 15-25 فبراير 1972 مع المرحوم إسماعيل القصاب وجاسم خالد لكن مع وصوله مع جاسم خالد المطوع الى عمّان – الأردن من أحد المؤتمرات في أوربا الشرقية – وبدعم من لجنة التضامن إلى عمّان، أعادته السلطة الأردنية بنفس الطائرة إلى موسكو.
حاصل على شهادة الدكتوراه في القانون من جامعة الصداقة ومتزوج من رفيقة دربه بنفس الجامعة ثريا عبد الكريم خنجي أم محمد، عاش في بغداد فترة بسيطة وتنقل بين بيروت وعدن واستقر في الشام في منتصف الثمانيات مع الرفاق عبدالرحمن النعيمي وعبدالنبي العكري وعبدالله الراشد البنعلي ومحمد المرباطي وأحمد الخياط وحميد عواجي وعبيد عبيدلي وأحمد عبيدلي (العبادلة متنقلين بين دمشق وعدن وقبرص ولندن) إلتحق مرة أخرى بهم أحمد الذوادي في 1987.
عاد إلى البحرين في بداية المشروع الإصلاحي في أبريل 2001 آخر المجموعة، بعد منفى 41 عامًا، عضو مؤسس في جمعية وعد والمنبر التقدمي وعضو مجلس إدارة المنبر الأولى برئاسة الأمين العام التاريخي للمنبر المرحوم أحمد الذوادي ورئيس لجنة الشؤون القانونية. عمل مستشارًا قانونيًا في دائرة الفتوى والتشريع إلى تقاعده.
عرفته في التسعينات خلال زياراتي المتكررة للشام وبيروت وفي البحرين نلتقي في صباحيات المنطقة الدبلوماسية مع زميله في الفتوى والتشريع خالد عبدالغفار في مقهى كوستا وبعد ذلك كنت ألتقي به ومع رفيقه التاريخي جاسم خالد مرات في منزله بمدينة زايد، وآخر لقاء بيننا في نهاية ديسمبر 2021 بمدينة زايد. صدر له كتاب متوسط الحجم عن أحداث 2011.
رحم الله الصديق الرفيق أبا محمد أبا لطيفة، مميزًا بابتسامته الدائمة وقامته الطويلة وسجاياه النبيلة.
يبقى خالدًا في ذاكرة الوطن ذاكرة المنافي، ذاكرة النضال اليساري التقدمي خالدًا في ذاكرة أهله وأحبابه وكافة الرفاق.. خالدًا في ديار الحق.. في أعالي الجنان في رفادة رب كريم رحيم رحمان، وفي أعلى عليين.. آمين يارب العالمين.