كل العمر سفر نحو الابتسامة

0
49

 إبراهيم جمعه ديتو …أبي، صاحب تلك الابتسامة الجميلة المنحدرة من نبع طفولة حافلة بالمعاناة والمنهمرة كشلال يحمل في قلبه كل أحلام شباب جيله وآلام ما قبل جيله.

الأسمر الوسيم ، الذي انصهر بحياة شعبه في لهيب شموس الفاضل والحورة والقضيبية،  فتشكلت شخصيته من ثراء وتنوع ثقافات هذا الشعب …المنفي الذي استوطن إنسانيته كلما زادت غربته عن الوطن .

تلميذ “المنامة” الذي عشق المعرفة ومتدرب “العوالي”  الذي إمتهن الإتقان طيلة حياته ..

تنازعت نفسه بين الفن والعلم فاحترف الرسم الهندسي … تقاطع دربي حياته بين عالم السياسة والأسرة، لم يحترف الأولى ولم يغلق على نفسه الباب في الثانية … إختار الصداقة الإنسانية بكل بساطتها وعظمتها …

“بومحمد“ صديق الكويتيين والبحرينيين … صديق “اليمني” و”العراقي” و”الفلسطيني” و”السوداني”  .. يفهمه “الهندي” و”البنغالي” مثلما يحبه “الإسكوتلندي”…

كرمه يمتاز بمذاق المحبة التي تذوب في ذاكرتك حتى يتحول “الكرم” و”المحبة إلى مرادفين لإسم “إبراهيم.  

بدأ شبابه بالوقوف أمام مفترق الطرق السريعة للأفكار الهائجة في ذلك الزمن الخمسيني الهادر.. زمن الأحلام والآمال والتضحيات.. زمن الخيارات الصعبة.. عدها لم تعد تفتنه وعود الوظيفة ولا مناصب المستقبل…قيمه ومبادئه أغلى بكثير من كل ذلك .. ليست بضائع للبيع في سوق الحياة ..

هو العاشق لوطنه وشعبه وأسرته وأصدقائه  لم يدر ظهره إلى الوراء ساخرا أو متهكماً، بل فضل أن ينظر للأمام، واثقاً  متفائلاً، مبتسماً،  مثل صورته وهو يهبط في مطار البحرين قادما من لندن في أواخر الخمسينات.

ابتسامته لن تتوقف ..إذ ليس لها زمن ولا محطة وصول تنتهي عنها ..

إنها بوصلة تشير إلى ما ينبغي عليك فعله إذا رغبت بالسفر إلى المستقبل .. ابتسامة الواثق .. ابتسامة المستنير!