قضايا وآراء

0
19

المنبر التقدمي

استطاع المنبر التقدمي تجسيد النسيج الاجتماعي العام لشعب يتوق لمجتمع متماسك بروح ديمقراطية، فقد أثبت بأنه ميدان لكل من يتبنى وجهة نظر تتماشى والروح الوطنية الساعية لطرح رؤى تنسجم ومتطلعات شعبنا، في سبيل تنوّر وتقدّم وتطوير قدراته الثقافية والتوعية. اليوم أثبت منبرنا بانه ساحة واسعة لكل من يحب شعبه ووطنه، ورغم الضغوط استطاع “التقدمي” أن يدخل قبة البرلمان بـكتلة (تقدّم). ورغم أنه نقطة في بحر، إلا أنه صار بصيص أمل لمعاناة شعب يرزح تحت خط الفقر.

النسيج الوطني الواحد

أحيانا نرصد الأوضاع ونتلمس مواقع الوجع ولكن عندما نشرع في وضع الحلول يشرع البعض في خطوات لا تنسجم مع المعطيات الراهنة ولا بآليات تخدم الأحداث بمرونة وتكتيك. يجب أن نتفهم بأن كل خطواتنا النضالية ومسيرة أعمالنا هي من ضمن صراعنا الطبقي. ان النضال في سبيل انتزاع حقوقنا والدفاع عن مكتسباتنا، حفاظاً على نسيجنا الاجتماعي ونهضته في سبيل التقدم والازدهار والنماء والتطور البناء. وكل هذا في اطار الصراع الطبقي. كما أننا لا نلجأ في صراعنا الى التسييّس في المؤسسات المدنية والعمالية حفاظا على الترابط الاجتماعي.

لن نكل ولن نمل

لن نكل ولن نمل، كوننا أصحاب حق، حيث اننا من شيد هذا الوطن، فقد عملنا فوق طاقتنا، والآن بعد التقاعد أصبحنا نعاني شحة في المعيشة، حيث همشنا، ولم تؤخذ خطوات جادة لتدليل مصاعب الحياة فإننا اليوم نطالب المؤسسات والوزارات المعنية بهذه الإجراءات بتفعيل وتعديل القوانين التي لا تراعي قواعد الاحترام والاستثناءات بالنظر الينا كفئة تعاني من ضنك الحياة، حيث الجدية في رفع المستوى المعيشي، حيث نعيش التدني في الرواتب كما نعيش حياة مأزومة باستمرار ونتعرض للابتزاز لعدم جدية الرقابة.

أننا نعاني من اضطهاد السوق التي أرهقت وأثقلت كاهلنا بالديون في الوقت الذي ما زال الراتب فيها ثابتاً، وتزداد فيه  الاقطتاعات الضرائبية تحت حجج لا مبرر لها، وخصوصا اقتطاع (ضريبة القيمة المضافة).

العجيب أن كل قانون يفرض لا يراعي وضعنا كمتقاعدين، وبالتالي يصبح قانوناً لا يخدم معيشة مواطن ينتظر قوانين لا تضع حلاً للتدهور المستمر في أحوالنا المعيشية.

التخوف من السياسة

هناك من يتخوف من الحلول السياسية أثناء حل مشكلة ما مرتبطة بالسياسة معتقداً ان السياسة شيء خطير. فحين نريد حل مشكلة ما يجب أن نقيسها من جميع اشكالاتها تتعقد الأمور وتكبر، وأحيانا تبقى “مكانك راوح”، لأن الحل في الجانب السياسي مهمش، ما يعطل بقية الآليات، ويجعلها غير مكتملة النصاب، فيما المطلوب لحل المشاكل التركيز على كل الجوانب التي تؤسس للحلول العادلة والمنصفة.

علاقة عمالية لم تنس

عندما كنت أعمل طباخأً في أحد فنادق خمس نجوم، كنت أهتم بمساعدي البحريني لكي اجعله يفهم فن الطهي، وكان دائماً مستعداً، فقد كان يرتاح لأسلوبي في تعليمه. ويفضل دوما العمل معي على العمل مع الأجانب الذين همهم المساعدة فقط. بعدها تقاعدت ونسيته. الذي أعرفه أنه كان يحب زميلته الفلبينية التي تعمل مقدمة طعام للزبائن. مرّت السنين وبالصدفة التقيه في العيادة يصطحب ابنه. حينها لم أعرفه بعد مرور كل هذه المدة. فرحب بي بحرارة وهو فرحاً بلقائي. فقال لي لقد تزوجت من الفلبينية وهذا ابني. اتعرف ما اسميته؟ اسميته قاسم تيمناً باسمك. أنا الان طباخ chef  بفضل تعليمك. وبعجلة قال لي أريد رقم هاتفك. لم اصدق أنى رأيتك. يتكلم بفرح ويخرج هاتفه ليسجل رقم هاتفي. هذا الشخص تعلق بي أيام العمل لأنني كنت زميلاً وصديقاً له ولثقته بي. قال يوما أريد أن اتزوج الفلبينية لكن أخاف أن أمي لا تقبل. فطلبني أن أذهب معه للتحدث مع أمه. وفعلا ذهبت وكلمتها، وشرحت لها أخلاق ابنها في العمل، واستجابت لكلامي، ففرح فرحاً شديداً. لقد سررت جدا بلقائي مع هذا الشاب الطيب حسن النيّات. لقد عملت معه خيراً وأثمر هذا الخير خيراً دون أن أعرف لولا لقائي به.

مثالية (جرباء)

المثالية (الجرباء).. المثالية وهي المثل الذي يسمو الانسان بتميّزه في إبداع ما، حيث يلجأ البعض للفوز بهذا اللقب. لكن هناك من يبرز في إنجاز عما لا يعتقد أنه مثالياً وبطلاً فيه، بينما هو برز في إطار ضيق أو حتى صغير، مثلاً في إطار مذهبي أو قومي، فيبقى هذا التميّز في اطار محدود التاثير، فالمثالية مبدأ لا يعزز نصرها الا العمل الخلاق المبني على العمل العام الذي يؤسس لمفهوم جماعي ليس محصوراً على من يملك زمام الأمور.

هناك من يحاول أن يبعد الاخر من المنافسة لأن هناك الكثيرممن لديهم استعداد للتقدم بوتائر متطورة لو فسح لهم الآخرون المجال، لا التضييق عليهم وابعادهم عن الطريق الذي يكفل لهم الإرتقاء على جميع الأصعدة.

ليس فخراً أن تعزل انساناً تحت أي مبرر لترتقي. حتى لو كان ارتقائك بجدارة، فإنك تبقى معاباً لأنك أبعدت الآخر عن طريق العمل وأخفيت صورته لتلمع بريق صورتك وأبرزت عملك لتخفي عمله الخلاق الهادف. نتمنى أن يكون هناك طريقاً سالكاً. نرى اليوم الكثير من الذين يحتاجون لدعم معنوي وثقافي، إذا أردنا ان نوسع دائرة الوعي والتقدم نحو شريحة مثقفة واعية خلاقة.