بعد أسابيع قليلة من رحيل الرفيق إبراهيم ديتو، أحد مؤسسي جبهة التحرير الوطني، يغادرنا، وبعد معاناة طويلة مع المرض، رفيقه في السجن والمنفى، وزميله في شركة النفط “بابكو”، الرفيق موسى داوود، الذي ناضل في صفوف جبهة التحرير الوطني منذ الستينات، وواصل نضاله في المنبر التقدمي وكان حريصاً على المشاركة بمقالاته في “نشرة “التقدمي”، حتى أقعده المرض.
ولد الرفيق موسى في منطقة القضيبية بالمنامة، والتحق بشركة النفط في نهاية الخمسينات، حيث عمل كفني كهربائي – فرع الأجهزة الدقيقة، ونشط في تلك الفترة كمناضل عمالي في صفوف جبهة التحرير، وجمعته علاقة تنظيمية مع المناضل والفنان الراحل مجيد مرهون، وأعتقل في العام 1968 ضمن الحملة القمعية الواسعة التي طالت مناضلي الجبهة، ومن ضمن الذين شملتهم الحملة، وكانوا معه في المعتقل الرفاق عبدالله الراشد البنعلي الذي قضى معه كل مدة الاعتقال تقريباً، كما كان من ضمن المعتقلين الرفاق علي دويغر، السيد إبراهيم السيد سلمان، أحمد شيناوي وعشرات سواهم، ثم تمّ نفيه إلى الكويت في العام 1969، مع رفيقيه إبراهيم ديتو ومحمد كمال.
في الكويت عمل الفقيد في وزارة الكهرباء، والتحقت به رفيقة دربه شيخة عواجي، حيث تزوجا هناك وأنجب منها أولاده الثلاثة: سامر وريم ومي، والأخيرة ولدت في البحرين بعد أن عاد والداها إلى البحرين واستقرا فيها.
عنه قال رفيقه في السجن والمنفى الكاتب محمد كمال: “موسى داوود إنسان خلوق خجول ميّال إلى الصمت، وكان اهتمامه وأحاديثه منصبة على الشأن السياسي والقضايا الجادة، فاصبح موضع احترام جميع الذين عرفوه والتقوا به، لأنه يترك انطباعاً طيباً في نفس كل من يجالسه، ويمكنني تصنيفه بأنه من الشخصيات النادرة بالمعنى الإيجابي. أفتقده كثيرًا وتأثرت بعمق عندما جاءني خبر وفاته مما جعلني أستذكر لقاءاتنا سنوات وجودنا الكويت”.