ولد في احد الأحياء القديمة في المنامة (ابوصرة) عام 1949وترعرع في حي آخر هو الحورة بين البحر وأساطيره والازقة المتربة.. منذ البداية كان مولعاً بزرقة البحر وأمواجه، ينحت الأمواج وطيور النورس في مخيلته الفنية .. ومع انتهاجه للفكر التقدمي وما تموج به روحه العذبة والشفافة من قراءات للبيئة والمجتمع المحيط به في ستينيات القرن الماضي في الحورة وأطرافها، ساهمت هذه البيئة الخصبة في صقل الإبداع فيه.. القراءة والدراسة الأكاديمية لاحقاً في أكاديمية الفنون الجميلة في لينينغراد والذي تخرج منها عام 1980، أخرجت الفنان الذي بداخله ليمتهن الواقعية في الفن والسياسة على حد سواء.. قانون أمن الدولة حرمه من العودة للبحرين ليستقر في الكويت ردحاً من الزمن مدرساً وملهماً للعديد والكثير من المواهب والفعاليات.
وكان رحمه الله كباقي منحوتاته وطيوره يرنو للبحر نحتاً وتشكيلاً ابداعياً ووعياً طبقياً حاضراً في نتاجاته الفنية المتعددة.. استقر في البحرين مدرساً يراد له السكون مكبلاً بالإجراءات الوظيفية ولكن كطيور البحر المهاجرة لا تستقر بوصلته وخياله الطبقي إلا جهة الفرح والجمال والتقدم ولصالح بني البشر والبشرية جمعاء.. نهل من المدرسة السوفيتية والواقعية حتى امتلئت روحه بالفن فعشق الفن وعاش للفن.
برحيل الفنان خليل الهاشمي المبكر تخسر الساحات الفنية مبدعاً حقيقياً تضيء شواع البحرين منحوتاته ذات الدلالات الرمزية..
ومثل شخصيته الهادئة والمسالمة تجده في كل ركن بل ويشارك في فعاليات خارجية بكل هدوء وبدون ضجيج ومؤثرات سوى منطقه المسالم والمتصالح مع الجميع.. لم يفرق بين الوطن السعيد وشعبه، محبوباً من الجميع.. بصماته في كل بيت واهداءاته تزين كل ركن.. عزاؤنا فيك كبير، كنت أجمل نحات وأبهى فنان بنكران ذات قلّ نظيره في هذا العالم.. تودعك القلوب والعقول متأملين لك التكريم المستحق وانت المتوج في الأفئدة..