رحيل طائر التقدمي

0
24

بعد صراع طويل مع المرض، آثر الفنان خليل الهاشمي الرحيل في صمت كما كان دائماً. الطلبة والشبيبة في أيام نشاط قائمة الوحدة الطلابية قد لا يعرفونه ولكنهم كانوا يرفعون في كل محفل شعار القائمة الذي قام بتصميمه واهداءه لنا، ولا زال الكثير من القائمين على العمل الطلابي في تلك الفترة يكنون الكثير من التقدير لهذا الفنان الذي وهب لنا من فنه غصناً، كم نتمنى ان يكون اخضراره قريباً، ولكنه حديث لمناسبة أخرى.

في حوار مع الفنان الهاشمي في صحيفة الوسط في 2006، قال حينما سُؤل عما يكنه من شعور حينما قادته الظروف للعمل في سلك التدريس وتحديداً كمدرس للديكور، حيث قال: “أحسني أضحك على نفسي، فحين تحاول تمرير ما تملك، وتأخذ بمواهب التلميذ إلى الإبداع، تجد أمامك التفاصيل الوظيفية السخيفة”.

 استشهد بهذا الاقتباس ونحن في اعقاب مناقشة استعراض برنامج عمل الحكومة المعدّ حتى العام 2026، والذي غفل كما برنامج العمل السابق للحكومة وكذلك التشريعات النيابية عن تخصيص حيز لدعم الثقافة والمثقفين في البلد، ومغادرة الفكرة السائدة بأن العناية بالفن والثقافة والمسرح والأدب ما هي إلا ترف ويمكن الالتفات له حينما تقفز براميل النفط بأسعارها عالياً.

الفنان خليل الهاشمي الذي تصفه صفحات الموقع الالكتروني لمركز الشيخ إبراهيم بن محمد للثقافة والبحوث بأنه “من أشهر نحّاتي البحرين”، وقال عنه بأنه: تكمن قوة الفنان في قدرته على تحويل ما هو غير ملموس إلى واقع مادي ملموس، واختصار الأفكار وإرجاعها إلى مكوّناتها وعناصرها الأساسية، والنتيجة أعمال تجريدية صادقة بسيطة”.

الهاشمي سيرتبط اسمه بشعار التقدمي الذي نكن له الكثير من المشاعر وندين له بالكثير الكثير من العمل. الطائر الذي يرف بجناحيه حاملاً المنبر التقدمي غادرنا غير أن ذكراه العطرة وأثره الكبير في نفوسنا باقٍ ما بقي الطير يرفّ بجناحيه.