أعطيتُ للقلب عوداً قديماً
وقلتُ لهُ: ها هنا
قف على نغمة «الأوج»، واعزف مطولة لبكائك
إن كنت قررت أن تتكلّمَ، فاترك
على ما تقول، دليلاً لهم كي يجيئوا إليك
ووقتا لئلا تطول انتظاراتهم
وبابا لكي يكسروه عليك، وريشا لكي يعرفوا أين أنت
وصمتا لينتبهوا حينما يطؤون على قبرك المرتجى
وطريقا يعودون منه إلى يأسهم
ها هنا
وأَطِل في «العراق» وقوفك،
إن كنت ترجو الشفاء من البوح يا صاحبي،
فاحكِ ما لم يكن أولا، لا تثق بالحقيقة
بل بخيالك عنها، وضع «ما جرى» بين قوسين
إن الذي صار، أنهى احتمالاته،
فدعه لهامشه، أنت صوت احتمالك
لا تنس، لست هنا كي يصدقك الآخرون
ولكن لكي تتصدّق بالآخرين على الآخرين
ولست هنا كي ترى أو تُرى
إنما تتراءى،
انتظر
أن تصير احتمالاتك الواقعَ المحض
حتى يكون لما ستقول
دليلا، ومعنى، ورمزا يضيع من القصد
أو من وضوح القصيد
فيصبح عودا قديما
يُغنّى به، أو يُغنّى عليه.