ناضلت من أجل الاستقلال الوطني والحرية والديمقراطية والتقدم الاجتماعي
في الخامس عشر من فبراير/ شباط تمرّ علينا الذكرى ال 68 لتأسيس جبهة التحرير الوطني البحرانية، ففي هذه الذكرى المجيدة نستذكر الرواد الاوائل من رفاقنا الذين أسسوا الحزب في ظروف صعبة عاشتها بلادنا حيث النضال الوطني ضد المستعمر البريطاني والرجعية بقيادة هيئة الاتحاد الوطني في أعوام 1954/1956، التي قمعت من قبل سلطات المستعمر البريطاني والرجعية وكان مصير قادتها وكوادرها السجون والمنافي القريبة والبعيدة.
طويت صفحة مشرفة في تاريخ شعبنا، ولكن المسيرة الكفاحية والنضالية لم تنتهي بالقضاء على هيئة الاتحاد الوطني، برزت جتوب لتقود النضال الوطني والطبقي وفيما بعد تأسست العديد من التنظيمات الوطنية والقومية في البحرينالتي واصلت المسيرة الكفاحية في الظروف الجديدة.
انبثقت “جتوب” في الأحياء الفقيرة والشعبية، وكان الرواد الاوائل من الرفاق المؤسسين من العمال والكادحين في شركتي “أكمي” و”بابكو”، وبعض الطلبة المناضلين من مدرسة المنامة الثانوية، بالإضافة للعديد من الثوريين الأممين من العاملين في البحرين آنذاك في شركات ومؤسسات خاصة، نشروا الأفكار الماركسية في أوساط العمال والكادحين والطلبة والشباب والمرأة.
في العام 1962 أصدرت جبهة التحرير الوطني برنامجها السياسي، برنامج الاستقلال الوطني والحرية والديمقراطية والتقدم الاجتماعي والسلم، كأول برنامج سياسي يصدر عن حزب في البحرين، ومنذ عام 1957 حتى منتصف تسعينيات القرن الماضي تعرض مناضلوها للاعتقال والنفي والتعذيب والاستشهاد، والفصل من العمل، والملاحقات البوليسية. وطوال تاريخها لم تتخل “جتوب” عن مبادئها وأهدافها الوطنية والإنسانية، وظلت تناضل من أجل تحقيق المطالب الشعبية، وشارك أعضاؤها وعضواتها في كل المحطات والمراحل النضالية لشعبنا، في العمل البرلماني، النقابي، والطلابي، والشبابي، النسائي، الثقافي، والمدني والمهني، فكانوا موجودين في كل المواقع والأماكن، وعلى خطى “جتوب” سار وريثها الفكري والتنظيمي، المنبر التقدمي، مؤمناً بتلك الأفكار والأهداف وحاملاً هموم وقضايا شعبه، التي لن يتخلى عنها مهما كانت الظروف والصعاب، وسنظل نمضي في ذلك الطريق نحو وطنٍ حرّ وشعب سعيد .