عيد العمال الذي كان

0
20

في بداية الألفية الجديدة سطعت الاحتفالات، أهلية كانت أو رسمية، بمناسبة الأول من مايو. كانت الأجواء في تلك الفترة تشي بشيء من التفاؤل والسرور كون البلد كانت في بداية مرحلة جديدة، وما أجمل البدايات.

بعد نحو عقدين من إقرار الأول من مايو عطلة رسمية في البحرين، وما رافق ذلك من فتح المجال للنقابات والجمعيات السياسية بالاحتفال بشتى الوسائل المشروعة والتي نظمها الدستور والقانون، بات اليوم الاحتفال بعيد العمال في شكل مسيرة احتفالية مثلاً من أصعب التحديات نظير ما يمكن ان يمر به طلب كهذا من تعقيدات بيروقراطية طويلة، رغم عدم وجود قانون يمنع ذلك.

في المقابل، تتعرض النقابات العمالية على مدار عقدين من العمل النقابي العلني إلى تكالب الشركات على النقابات والنقابيين على حد سواء، عبر وضع العراقيل وتقليص المكتسبات العمالية التي كانت قد أقرت سابقاً لأسباب واهية، وبالطبع كانت شماعة التقشف تحمل أعذار الشركات على سبعين محمل وأكثر.

وكما يتعرض العمل النقابي من انقضاض شرس من الشركات، يتعرض الجسد النقابي كذلك للتأكل من الداخل عبر سياسة الاستحواذ والاستئثار، فالممثل للعمال يجب أن يكون صوتاً لكل العمال وحاضناً للجميع، وفي مثل هذه المواقف والمواقع يكون تأمين التمثيل الأشمل للعمال في مصلحة العمل النقابي ككل، فوحدة العمال قوة في وجه كل من يريد الهوان للعمل النقابي، وإلا فإن ما يجري حالياً للنقابات العمالية ما هو إلا نتيجة طبيعية لغياب هذه القوة.

أخيراً، لا يمكن أن يمرّ الأول من مايو دون أن نستذكر شخصيات كانت تشاركنا تلك الفرحة وقد غيبها الموت اليوم، عبدالجليل الحوري، عبدالأمير الشاخوري، والراحل عنا مؤخراً جواد المرخي، هؤلاء المضحون من أجل العمال والعمل النقابي ومن أجل الوحدة العمالية، وما آلت إليه الأحوال اليوم تزيد ذكراهم ألماً.