نحو نظام اقتصادي منتج وعادل

0
34

التجمع العمالي في الكويت

يحتفل العمال كل عام في جميع أنحاء العالم بالأول من مايو، عيد العمال العالمي، حيث يتم استذكار المساهمات المحورية التي يقوم بها العمال في الاقتصاد والمجتمع، وتتم المطالبة بحقوق العمال وتحسين ظروف عملهم. وترجع جذور هذا العيد إلى حركة العمال التي نشأت في القرن التاسع عشر والتي كافحت من أجل حقوق العمال، بما في ذلك تحديد السقف الأعلى لعدد ساعات العمل بثماني ساعات في اليوم..

في معظم دول العالم، يتم الاحتفال بالأول من مايو باعتباره العيد العالمي للعمال، ويعود تثبيت موعد هذا العيد إلى حادثة “هايماركت” في عام 1886 في شيكاغو، حيث كان العمال يحتجون من أجل عدم زيادة عدد ساعات العمل عن ثماني ساعات في اليوم، وقمعت المظاهرة بعنف شديد ولقي عدد من العمال حتفهم و أُصيب آخرون بجروح. وفي أعقاب حادثة هايماركت، أُعلن الأول من مايو عيداً عالمياً للعمال لتكريم الذين قُتلوا أو أُصيبوا في النضال من أجل حقوق العمال.


اليوم، يتم الاحتفال بعيد العمال في العديد من البلدان حول العالم من خلال الاحتفالات والخطب والفعاليات الأخرى. إنه يوم لتذكر معاناة العمال في الماضي والاستمرار في النضال من أجل تحسين ظروف العمل وحقوق العمال في الحاضر. في العديد من البلدان، مازال العمال يواجهون تحديات مثل الأجور المنخفضة وظروف العمل غير الآمنة وعدم الاستقرار في العمل. عيد العمال هو فرصة للتوعية حول هذه المسائل والتدخل للمطالبة بالتغيير لما هو في صالح الطبقة العاملة.


يتم تعريف الطبقة العاملة على أنها الطبقة الاجتماعية والاقتصادية التي تكسب أجرها من خلال جهدها العضلي أو الذهني أو كلاهما معاً. ولا تشمل هذه الطبقة فقط الأفراد الذين يعملون في المصانع والبناء والمناجم والتي يطلق عليها (البروليتاريا)، بل توسع هذا المصطلح ليشمل الذين يعملون في مجالات التسويق والسكرتاريا والعمل المكتبي، وكذلك يدخل تحت هذا المصطلح الأطباء والمهندسين والمحامين الذين لا يملكون وسيلة إنتاج ويتلقون أجراً مقابل أعمالهم.

و تم تصنيف الطبقة العاملة بموقعها من وسائل الإنتاج وليس بمستوى دخلها، فالطبقة العاملة لا تملك أي وسيلة من وسائل الإنتاج على عكس الطبقة البرجوازية التي تمتلك وتسيطر على وسائل الإنتاج (مثل المصانع والأراضي ورأس المال)، وتضطر الطبقة العاملة إلى بيع قوة عملها من أجل الحصول على قوتها اليومي.


بالنسبة لنا في التجمع العمالي في الكويت ونمثل الطبقة العاملة، يعد عيد العمال يوماً يذكرنا بالنضال المستمر من أجل حقوق العمال والعدالة الاجتماعية والتأكيد على التضامن والعمل الجماعي. فالحركة العمالية بنيت على مبدأ تجمع العمال للنضال من أجل حقوقهم وتحسين ظروفهم العملية. ويعد عيد العمال يوماً لاستذكار وتقدير التضحيات التي قدمها العمال في نضالهم من أجل العدالة الاجتماعية والاقتصادية، وعلى الرغم من تحقيق بعض التقدم في بعض المجالات، إلا أن العمال في جميع أنحاء العالم لايزالون يواجهون تحديات مثل الأجور المنخفضة وظروف العمل غير الآمنة ونقص الأمان الوظيفي.


و يؤكد تحليل التجمع العمالي في اليوم العالمي للعمال على وجود تفاوت طبقي في ظل النظام الاقتصادي الريعي الذي تعتمد فيه الكويت بشكل كبير على صادرات النفط، وأدت الطبيعة الاستهلاكية للمجتمع الكويتي التي أنشأتها سياسات الحكومة والنظام الاقتصادي إلى انخفاض المستوى المعيشي عام بعد عام.


حالياً، يوجه نضالنا التقدمي والاشتراكي في الكويت بشكل رئيسي نحو العمل على تطوير النظام السياسي، بالإضافة إلى العمل على إنشاء نظام اقتصادي منتج وعادل وغير تابع للرأسمالية العالمية، ومن المؤكد أن جهودنا لتغيير وتطوير نظامنا السياسي والاقتصادي تستهدف رفع وعي الطبقة العاملة في الكويت التي تشكل الغالبية العظمى من الناس.

ختاماً نتقدم بتحية إجلال للطبقة العاملة الكويتية ولجميع العمال في جميع أنحاء العالم بمناسبة الأول من مايو عيد العمال العالمي.