كيف أصل أرض أمي البعيدة ؟
الأرض التي ستحضن ألمي وموتي
كيف أعود إليها ٠٠٠٠؟
دون روح الطفل التي رحلت بها
دون الألم بأن لا تعود في المساء
غنمة أمي من السرح .
كيف أسلك درب العودة؟
دون أن أتبع مسالك القمر وموسيقى النجوم
دون أن يشرق في قلبي شعاع الحب
أغدو مثل طير بلله ماء المطر
يرتجف بحثا عن شمس الصحراء .
كيف أسمع نهيق الحمار
حامل أمتعة الغجر الراحلين في الأودية؟
كيف أسمع نعيب الغراب
على مداخل القرى
ينبئ بكارثة ما تحملها الريح من البحار ؟
أتحدث عن الزهرة
على باب البيت وهي تذوي
مثلما يذوب الزمن بي
ونغدو معا في اليباس وفي اليباب.
هي الأسرع في الرحيل
الأكثر جمالا وبراءة ونقاء
اختارها الملك
وأبقانا أذبل رويدا رويدا.
ذات يوم
سيطرق باب بيتي ملك
لا أراه ولا يحدثني
فقط يقتادني صامتا إلى الموت
لأرى الزهرة تنشر في الكون
عبقا وجمالا لا يضاهى .
أتحدث عن الزهرة
أتحدث عن الزهرة
عما يعود ولا يفنى
أتحدث
أنا الراحل دون عودة الى التراب .
ذكرى
التقيتها وهي صبية في جبال الجنوب الخضراء
في ذلك المساء الذي اختفت من ذاكرتي تفاصيله
بقي منه سمار لونها وعذوبة ابتسامتها
بقي مطر الجبال الناعم
يكسو قلبي بفراق قادم لا محال .
لن أراك ثانية
قلت وعيناها تبحلقان أسى وحزنا كشجرة يباب
ثمة غموض كسحب السماء المهاجرة
ثمة حنين إلى مياه الأودية الراحلة إلى البحار.
لربما أخذك الموت بعيدًا
لربما ابتسمت لك الحياة لاحقًا
والغزاة لربما فروا تاركين المدى والبغال
حين رؤوا جمال الحب الفائض هائما
هيام الأرواح الغائبة في غابات افريقيا .
يبقى الفراق الأبدي الموجع حتى العظم
لتلك الكائنات الشفيفة
عندما كريات الكوس الناعمة
عبرت الكون ورحلت.