ليست هي الشجرة التي تحمل البلبل..
هو البلبل الذي يحمل الشجرة
إلياس شاكر
حينما نكتب قد نكون نكتب معلومات قاصرة في الفهم، وقد تكون كتاباتنا ركيكة التركيب، لكننا نحاول بقدر الإمكان أن نوصل أهدافنا التي قد تكون كتابة شافية تمسك وتلامس مبتغى ما يريده السواد الأكبر من شعبنا، وعسانا نستطيع أن نكون سنداً لمتطلبات الشعب المغلوب على أمره الذي لاحول ولا قوة له.
نحاول قدر الإمكان أن نكتب ما يفهمه عامة الناس، دون التفلسف والترفع عليهم. إن توعية العامة من الناس التي باتت تتفهم وتتحسس مكامن الخلل لأن الوجع أصابها في مقتل، حيث كانت تترجى تطوراً وانتعاشاً لبنيتها التحتية وخصوصاً بعد أن تلقت الوعود منذ ميزانية 2007-2008 التي تعد (الأشمل) في تاريخ البحرين تقريباً، حيث كانت الميزانية حسب الوعود تنصب على الخدمات الأساسية حينما أكد وزير المالية السابق الشيخ أحمد بن محمد آل خليفة، إن التوجهات ستصب اولاً في الإسراع في تنفيذ المشاريع الاسكانية والتعليمية والصحية والبطالة والتدريب ودعم الصناعات الصغيرة والمتوسطة والتركيز على مشاريع البنية التحتية من طرق وكهرباء وماء وصرف صحي ورفع كفاءة الجهاز الحكومي، ليتفاجأ المواطن اليوم بهذا الوضع من زيادة في الضرائب وسلب مكتسبات الشعب ويصل به الوضع إلى الحضيض في التوسع في جلب الأيدي العاملة بوتائر متسارعة بجماعات .. وبصورة غريبة وغير مدروسة وحرمان الشعب وبالذات الطبقة العاملة من حقوقها المكتسبة وأبرزها زيادة المتقاعدين %3، وكلما استنكر الشعب لهذه التصرفات ازدادت في سن قوانين مستجدة وعشوائية دون مبالاة للاستنكارات .
نبقى نستمر في المطالبة بالاعتماد على النهج الديموقراطي وهي الخطوة الأسلم لدفع عجلة الدفاع عن مكاسبنا المشروعة، والنضال في سبيل تفعيل القوانين والملفات التي لاتزال مفتوحة، ننتظر من الجهات المعنية تفعيل قوانين الميثاق والمشروع الإصلاحي على الأقل.
1- البعد الديموقراطي
في عالمنا لا توجد ديموقراطيات، بل ديموقراطية واحدة، وهي التي تقدّم خدمة احتياجات الناس، وواهم من يسمى الديمقراطية ديموقراطياً، حيث أن نجاحات الشعوب لا تأتي إلا عبر من يحقق آمالها، مبدداً آلامها، حريصاً على مصالحها، ولم يحدث تغيير إلا بحل مشاكلها وتلبية احتياجاتها، وهي الطريقة المثلى للنضال السلمي من أجل بلوغ الأهداف التي تسعى اليها الشعوب بتضحياتها.
إننا نستند على الخبرات التي اكتسبناها من برلمان السبعينيات من القرن الماضي، ولو يتفكر المستثمرون لجهد الطبقة العاملة في رعاية العمالة المواطنة لحصلوا على انتاج غزير ووفير وسليم في آن واحد للعملية الإنتاجية السلسة، لكن هؤلاء المستثمرين وأصحاب المصانع والمؤسسات دوماً ينظروا ويفكرون في العملية الربحية المجردة، متناسين الضائقة المعيشية التي يعاني منها العمال، الذين يبذلون جهداً في سبيل رفع الاقتصاد الوطني نحو وتيرة التطور وزيادة الإنتاج، وذلك لأجل تنمية وبيئة اقتصادية سليمة بمسار طبيعي سلس.
وهذا الدور لا يأتي الا عبر قيادة واعية للكادر العمالي المثقف، من هنا نصر على افساح الدور الفاعل للأنشطة الثقافية العمالية، ونستنكر وضع القيود والتضييق على الأنشطة الثقافية للمؤسسات النقابية ومنتدياتها التي نحرص على إعطائها أهمية جادة ومرنه فعلية عن الأسس الديموقراطية.
وفي البلدان المتطورة التي تدرك هذه الحقيقة تهتم بهذا الجانب، لكونها مدركة ومؤمنة بأن هذه الخطوات لا بدمنها لأنها تدفع لمزيد من التنمية، وبهذه التغييرات تكتب العملية الإنتاجية تطورات جديدة فريدة من نوعها، ونحن كطبقة عاملة نعي تماماً لاتباعنا سياسة تخدم تحالف أوسع، وذلك خدمة للنماء والتطور الاجتماعي في كل قطاعاتنا بفاعلية سليمة.
يجب أن نستمر كما بدأنا وننشط أينما نكون بشتى الطرق والسبل المتاحة لنا، ونحن متأكدون بأنه كلما كانت خطواتنا سليمة وعقلانية ستكون مقبولة عند المسؤولين وأرباب العمل الذين يفكرون تفكيراً سليماً.
إن الطبقة العاملة تسعى دوماً إلى نهج متطور حضاري راقي من هذا الشكل وكانت فعلاً تسير على نهج يكفل لها العيش بأمان، حيث كانت الرتابة والاجتماعات قائمة لأجل وضع الحلول والأساليب المثلى، وتم تنفيذ نجاحات ومكاسب كثيرة بين أطراف الإنتاج لكن الجشع والانفراد بالمصلحة عمت قلوب الكثير من أرباب العمل، حيث لجأت إلى تسريح العمال وضرب كادرها النقابي، والاحتماء بالجانب الأمني الحكومي، وهذا أدى إلى وضع اقتصادي متردٍ ومزرٍ صعب، كلف الكثير من المآسي للطبقة العاملة.
يتحتم على طرفي الإنتاج، وزارة العمل والشركات مراعاة طرف الإنتاج الثالث (الطبقة العاملة)، قبل فوات الأوان، لأن الوضع لا يحتمل تطور التردي المستمر، فلا بد أن ينفجر الوضع في حالة ترك الحبل على الغارب، وهذه حقيقة حتمية، لا يمكن التغاضي عنها، فعلى الشركات التأمل ملياً وقياس الأمور من كل الزوايا، فلن يمر استمرار النهب السافر بدون حساب.
2- الفهم الطبقي
في هذه المناسبة العظيمة التي تتعاظم كلما ازداد الاستغلال والنهب للطبقة العاملة، نحيي هذه الذكرى مصرين ومؤكدين على انتزاع حقوقنا العادلة، التي تستمر البرجوازية والإمبريالية في نهب واستغلال قوة عملنا، حيث يزدادون في استغلالنا كلما ازدادت قيمة قوة عملنا، نحيي هذه الذكرى من كل عام لنزيد ونقوي من عزيمتنا ضد كل من يعلن الحرب على طبقتنا العاملة مهما تلوّن ومهما كانت مبادئه ومهما رفع من شعارات لا تصب في صلب الدفاع عن الكادحين في وطننا الحبيب.
اليوم ما علينا الا أن نرفع من مستوى شعبنا ثقافة ووعياً، وذلك في سبيل مسيرتنا النضالية التي لا تتوقف عجلة تقدمها نحو الأمام إلا عندما تتوقف عملية استغلالنا ونهب حقوقنا ومكتسباتنا التي اكتسبناها بعد نضال مرير بتضحيات جسام، حيث أننا ندرك تماماً أساليب الالتفاف، ومن ضمنها استحداث خطوات مستجدة تعاطياً مع الظروف الراهنة واستغلال الحلقة الأضعف، فهذه المسلكية يجب أن تدرك أسبابها، بتمعن في القراءة الجديدة، حيث الاقتصاد الإمبريالي يتعرض اليوم لضربات قد تصيب مواقعها هنا كونها ليست بمعزلٍ عن الارتباط الاقتصادي بعجلة الاقتصاد الرأسمالي عاجلاً ام آجلاً.
اليوم بدأ العد التنازلي لانهيار الترسانة المالية والاقتصادية والعسكرية في أتون البيت الرأسمالي، فأي أساليب لا تجدي نفعا إلا الاحتكام لعين العقل والكفّ عن المغامرات الفردية، وما يحدث على الساحة الدولية من اضطرابات والإصرار على الدفاع عن حقوقها الا بارقة أمل لنا، وهاهي فرنسا وبريطانيا وألمانيا وغيرها والحبل على الجرار، وبعد ما رأيتم هذا الحراك ولم تحركوا ساكنا، بل لازلتم تتخبطون، لا أعتقد أنكم تقرؤون الاحداث جيداً واعتقد انكم ستنجحون في استمرار عدم الالتفات لما يجري عالمياً، وما ستتمخض من تداعيات وتأزمات عالمية وإقليمية ومحلية.