الرحيل عن مدن الرينبو

0
23

المتتبع لأخبار اللاجئين من الدول النامية إلى أوروبا الغربية وأمريكا (باستثناء روسيا وهنغاريا) يكتشف مدى خطورة الخطة المعدة لطردهم. الخطة المخجلة أخلاقياً التي تطبق حالياً لقنونة مشاعية الجنس والإباحية وتشمل منهجة اغتصاب براءة الأطفال وتنشيط المشاعية بين الشباب ونشر المثلية وإطلاق سراح الغرائز الإنسانية الحيوانية لتدمير القيم العائلية وتشريد اللاجئين منها.

إن تاريخ الهجرة الفعلية إلى هذه الدول قد بدأ بعد الحرب العالمية الأولى وزاد بعد الثانية حيث دمرت الحربان كل شيء وقضت على قرابة 80 مليون إنسان لتضطر أوروبا المتضررة مثل ألمانيا لاستيراد العمالة الأجنبية وبخاصة الآسيوية والأفريقية والتركية بينما ضايقت وطردت دول مثل بريطانيا وإيطاليا وفرنسا الأجانب المتواجدين بها من سنوات الرفاه قبل الحربين ولولا تدخل الأحزاب الليبرالية والاشتراكية لحماية هذه الجموع العاملة المهددة لطبقت قوانين فاشية عنصرية شديدة عليهم.

 بنهاية الستينات وبداية السبعينات خسرت الدول الاستعمارية مثل بريطانيا وفرنسا مواقعها الاستعمارية في آسيا وإفريقيا بينما تطوّرت اقتصاديات مثل كوريا واليابان، وبعد عقد من ذلك الهند والصين وتركيا والأرجنتين فضعفت اقتصاديات الدول الاستعمارية وأغلقت الكثير من المصانع والمصالح فيها لتبدأ مؤشرات التضخم والبطالة بالارتفاع، وتنشط بعدها الأحزاب الفاشية وينجح ممثلوها في غزو البرلمانات وتأسيس الأحزاب النازية والعنصرية من جديد لتعمل ضد الليبراليين والأجانب والاشتراكيين.

تلي ذلك وبعد أربعة عقود زيادة جموع اللاجئين التي تكاثرت طبيعياً بعد حصولها على حق المواطنة فتمتعت بالحقوق السياسية وخدمات الصحة والضمان الاجتماعي والتعليم والعمل والأمان التي تتفوق بالكثير على ما تقدّمها بلدانهم لهم، فبقيت وتكاثرت لتكون جزءاً من الطبقة العاملة المحلية أو تلك المتوسطة في بلدانهم الأصلية، بوجه المقارنة، فقد كوّنت جزءاً من السكان ولكن بهويات ثقافية ودينية مختلفة عن مجتمعي ما قبل الحرب العالمية الاولى والثانية.

ومع نجاح الحركة الفاشية وتوسعها في أوروبا بعد سقوط الانظمة الاشتراكية فإن أعداد اللاجئين من أوروبا الشرقية قد تضاعفت وزد على ذلك حروب الشرق الأوسط منذ السبعينات ومن بعد ذلك نتائج خيبات الربيع العربي. إن كل هذه التجمعات البشرية القادمة من الدول النامية (إذا اعتبرنا شرق اوروبا بلدان متوسطة النمو أو نامية) قد كوّنت ضغوطاً مضاعفة على الاقتصاد والبنية التحتية لأوروبا الغربية وامريكا وكندا. وكان تكرار انقلاب قوارب اللاجئين وغرقها هو تصميم مكرر من اللاجئين على التوجه إلى أوروبا وأمريكا لجعلها أرض الميعاد مما أدى إلى تعب السلطات المحلية وكرهها للاجئين وبحثها عن حلول ناجعة لطردهم، متأثرة بازدياد معدلات الجريمة وتكوّن عصابات الإرهابين المأجورين وازدهار الفساد الأخلاقي  والرذيلة وسوق المخدرات وزيادة أسعار العقارات وتحول الأحياء القديمة في العواصم والمدن الرئيسية إلى نقاط جذب للمجرمين ومواخير الفساد وتغرب المواطنين في بلدانهم، وشجع  كل ذلك الأحزاب الفاشية والعنصرية على إلقاء اللوم على اللاجئين بالكامل واتهامهم بالتسبب بتلك المشاكل مستغلين تراخي قوى الأحزاب الليبرالية والعمالية المحلية،  وتوجه الوعي  الجماهيري العام لخطابات اليمين خاصة  في فرنسا وإيطاليا وهولندا والمجر وبريطانيا وبلجيكا والحزب الجمهوري في أمريكا .

لقد التقت المصالح الفاشية والرأسمالية في تبني برنامج يخلصهم من اللاجئين ومن تجنسوا من السكان، وبخاصة المسلمين والمسيحيين الملتزمين والهندوس، وقضت الخطة بمضايقتهم في كل مبدأ إنساني تربوي وديني يتعرض لكينونتهم وهويتهم وتراثهم وحرياتهم الإنسانية. لقد قرروا بدء الحرب مع أطفالهم أولاً لبث الرعب الأخلاقي فيهم طوعياً وبقوة القانون.. قانون سن من أجل (أوروبا متحضرة خالية من مظاهر الجهل والمعمار والثقافة الأجنبية لمستعمراتهم السابقة). لقد جمعت الاحزاب اليمينية ورموزها عصابات المرضى النفسانيين والمثليين ومن فقد الحنان الأسري ليدمروا الآخرين.

فتغيرت مناهج التعليم إلى مقررات مخجلة تدمّر العائلة واحترام الأبوين والأخوة ووسعت قوانين الحرية الفردية لتشمل التحوّل الجنسي والزواج المثلي وممارسة الجنس مع الأطفال.. لقد روجوا بين الناس أن العلمانية المستقبلية تتطلب خطوات ليبرالية لتفكيك عقد العائلة القديم والسيطرة الدينية وخلصوا إلى أن الإنسان هو مصدر المشاكل في هذه الدنيا فلجأوا إلى تفضيل عالم الحيوانية وشجعوا الارتباط به، بل بقانونية الزواج من الحيوانات وإهانة الجنس البشري والذي في اعتقادهم هو سبب التعاسة في هذه الدنيا.

لقد بدأ تنفيذ خطة قوس قزح أو الرينبو، إذ تمّ ترحيل الكثير من اللاجئين وتشجيع المتجنسين من السكان من الدول النامية من الذين خافوا على أعراضهم وعائلاتهم وعقائدهم الدينية والتراثية على الرحيل التطوعي والتغرب بعد بقائهم كل هذه الأجيال إنها الخطة الأكبر لترحيل الناس من أوروبا وأمريكا بعد خطط هتلر والنازيين لترحيل وإبادة الناس في اوروبا أثناء الحرب العالمية الثانية.