عودة العراق إلى المحيط العربي

0
52

ما زال العراق يحاول أن يثبت للعالم بأنه قادرٌ على استعادة دوره الاقليمي في ظل المتغيرات على الساحتين الاقليمية والعربية، إذ أنه قام بأدوار الوساطة في الفترة الماضية لخفض التوترات في المنطقة، لاسيما في عام 2021 حينما استضافت العاصمة العراقية بغداد مباحثات مباشرة بين المملكة العربية السعودية وإيران الى جانب محاولات عراقية سابقة لاستعادة العلاقات الإيرانية المصرية.

وشهدنا مؤخرا زيارة الشيخ تميم بن حمد أمير دولة قطر وهي الزيارة التي تمثل اهمية كبيرة بالنسبة للعراق في سبيل إعادة بناء علاقاتها الدولية من جهة وتحسين أوضاعها الاقتصادية والاجتماعية من جهة أخرى، وفتح مزيد من فرص التعاون الاقتصادي والاستثماري بين البلدين خصوصا في مجالي النفط والغاز.

إضافة إلى ذلك، أعلن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في مايو الماضي ضمن مؤتمر حضره مسؤولون من دول الجوار عن إقامة مشروع طريق التنمية وهو مشروع سكك حديد يربط دول الخليج بتركيا واوروبا من خلال العراق، وهذه الخطوة ستقوم بتعزيز موقع العراق على خارطة الاقتصاد العالمي.

نعتقد مما سبق ذكره بأن هناك عدداً من الخطط والاستراتيجيات ذات الأهمية لصناعة دولة العراق ووضع كيانها الفعال على خارطة الوطن العربي، وما هذه الهوامش التي تسعى العراق لها بين الحين والآخر إلا حالة بناء وبعث القوة في البيت الداخلي، بما يعود بالنفع على استمرار العراق وتفعيل دوره في المنطقة، خاصة وأن الاوضاع الداخلية فيه آخذة في الاستقرار، وما يمنحه لها ذلك من مزيد من القوة في القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، والتوجه إعادة بناء المدن والقرى التي أصابها الدمار بعد الحرب ضد الارهاب.

ومن الطبيعي أن يساهم التعاون بين العراق ودول الجوار في استقرار المنطقة والانتهاء من حالة التطاحن العربي العربي، ومنهجية العداء بين الدول.