نُذر الحرب العالمية الثالثة

0
23

العالم يقترب من حرب القوى العظمى أكثر من أي وقت مضى منذ نهاية الحرب الباردة. ومنذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا وتطوراته والمخاوف كبيرة من اندلاع حرب عالمية ثالثة، ومن غير المؤكد اكتفاء الحكومات الغربية والولايات المتحدة الأمريكية تحديدًا بالعقوبات الاقتصادية ضد موسكو.

لذلك لا تزال هناك مخاوف من أن يتحول الصراع بين روسيا وأوكرانيا إلى صراع أوسع. وأن الاحتمالات المزعجة واردة بقوة، في ظل استمرار أمد الصراع على أراضي أوكرانيا المدعومة عسكريًا من أمريكا والغرب الأوروبي.

لم تنجح الدعوات المتكررة من أوكرانيا لحلفاءها الغربيين في تزويدها بطائرات مقاتلة وفرض منطقة حظر طيران على روسيا، واكتفوا بتوفير الأسلحة والدعم اللوجستي. ويشير الخبراء العسكريين بأن الاستجابة لمطالب أوكرانيا سيجر حلف الناتو  إلى حرب عالمية جديدة مؤكدة.

يقول الصحفي ديفيد هيرزينهورن: “يزود الحلفاء الغربيون لأوكرانيا بالأسلحة والمواد الأخرى، لكنهم استبعدوا فكرة فرض منطقة حظر طيران. تقدم دول الاتحاد الأوروبي أنظمة دفاع جوي، لكنها رفضت طلب أوكرانيا للحصول على طائرات مقاتلة. لم تعرض أي دولة إرسال قوات. ومع ذلك، يقر كبار المسؤولين الحكوميين الغربيين والدبلوماسيين والمحللين العسكريين بأن هناك خطرًا جسيمًا قد يجر الولايات المتحدة وحلفاء الناتو إلى الحرب، نتيجة لبعض السيناريوهات المخيفة”.

الموقع الجغرافي لأوكرانيا ومجاورتها للعديد من الدول الأوروبية الشرقية العضوة في حلف الناتو والمحاذيه بدورها لروسيا، تجعل الأمور أكثر تعقيدًا، وتزيد من احتمالية توسع رقعة الصراع. يطرح أحد المحللين العسكريين السؤال التالي: ماذا لو سقط صاروخ روسي بالخطأ أراضي بولندا، ألا يتسبب ذلك بسهولة في اندلاع الحرب المدمرة؟

ضبط النفس الذي تنتهجه روسيا في حربها على أوكرانيا-بعيدًا عن افتراءات الإعلام الغربي-مهدد بالإنفلات في أي وقت، في ظل اشتداد المعارك على العديد من الجبهات المشتعلة في الأراضي الأوكرانية. وعملية الاستفتاء الأخيرة التي أسفرت عن ضم أربع مدن أوكرانية كبيرة لروسيا تعقد الصراع أكثر في أوروبا وتجعل من فرص اتساعهِ مسألة وقت ليس أكثر.

إن حدث واندلعت حرب أوروبية واسعة، أو حرب عالمية ثالثة، على الأوروبيين والأمريكيين أن لا يضعون اللوم على روسيا ورئيسها بوتين، بل عليهم أن يحاسبوا أنفسهم أولاً، وذلك لعدم دفعهم باتجاه حل الأزمة وإيقاف الحرب، ولسياساتهم المستفزة والمجحِفة بحق الروس، وسعيهم الحثيث في لف حبل المشنقة على عنق روسيا، وذلك بإصرارهم الواضح في ضم أقرب دول شرق أوروبا إلى روسيا لحلف الناتو.