ذات صلاة

0
17

إلى أخي الشهيد قسام

 ولجتَ في سم الغروب

تحمل إرث القرابين

بين اصطفاق الأكف

ونواعي الأكتاف

طفقت في صدر الزمان

تحملُ قضية

إسفينها في السماء

وفرعها في عيون الأضحيات

جنح فراشة عارفة

سمفونية أينعت في الشفق

بوصلة حمراء تعلو

 دونها التبرك

شريان يغلي..

يحرق المولعين بإيقاع الثورة …

مرجل قال كفى فوق المنابر

وأينعت الرقاب في سعار المقاصل

حصاداً

فتية ضاعوا

وما عرفوا مضغ الحروف

أو تلوين المفارق

تهمس في صمتهم

غصّة الزمان

ولذيذ حياة تشتاق للنسل

بهم أشفق السحاب

 وأثنى على أنفاس الرياض

على أشلائهم بردًا وسلامًا

حين تأتي يمنعني البكاء

يا وجهاً ليس ككل الوجوه

تجرّع سياط عشق محموم

والجفون إتقاذ في قواميس الصبر

لم يبق منه غير ناياته

كأنها سرباً من ظباء لها عتب

هائمة في خمرة الجراح

في دروب جفت بها خضرة الشباب  

فإن توقف عصفور قلبي

قريباً

توقفت عيون الكلام

وانبرت كتب تفيض

في أرجائها الصلال

وإن جفت شفاه ملاحتي

في الحي

وتعطلت شموس حالي

قل إنني لم أشف

من ألف ولام

وطرفي لم يكن يفضي بإمهال

البكاء بخيلا

فقد سألت عند عنق الفؤاد

زفرات التفاني

وشاقني جلباب معطل بالي

طبق القياس ويبقى

حتى لم أجد بيني وبينك بداً

فأنا التي متُ وأنت تبقى

يا أنعم الناس

 متى يدم حلو الحديث بيننا

وقد ضاقت بنا الأرض

والشرح للفرات وما بقى

 لفراشات حديقتنا

التي رشفت حلاوة شعرنا

حينما تتكئ على شرفتنا

دهراً عجزت عنه كفّ زمزم

قد غاضه تحريف أصواته

عن طهر ماءه

وما له غير ناياته

أنارت قبة الفضاء

في لجّة السماء ذات صلاة  …

بلغةٍ جودٍ مات في الشرق سيدها

وقيّضت القصور

تقُبلُ أسماءنا

التي تركناها على مقاعد

الزمان الفاغر

(اثر فركَاكَ هد كل حيل بيّه)