وسط حضور حاشد وبمشاركة القوى السياسية ومؤسسات المجتمع المدني
وسط حضور كبير، ومشاركة ممثلى جمعيات سياسية ومؤسسات المجتمع المدني، والشخصيات الوطنية وعائلة المناضل فقيد الوطن أحمد الشملان، أقام المنبر التقدمي حفل تأبين لرئيسه الفخري، ، وذلك في مساء الأربعاء الموافق للثلاثين من أغسطس/ آب 2023، في قاعة نادي العروبة، وابتدأ الحفل الذي أدارته عهود سبت بوقوف الحاضرين دقيقة صمت حداداً على روح الفقيد الكبير، ثم تتالت كلمات الجهات المشاركة وهي على التوالي: المنبر التقدمي، عائلة الفقيد، الجمعيات السياسية في البحرين، الحركة التقدمية الكويتية، جمعية المحامين البحرينية.
فاضل الحليبي: فقدنا قامة فكرية لا يمكن تعويضها
في كلمة المنبر التقدمي، التي ألقاها نائب الأمين العام للشؤون السياسية الرفيق فاضل الحليبي: “لا يمكن الحديث عن تاريخ الحركة الوطنية الديمقراطية في البحرين دون الحديث عن هذا المناضل والرمز الوطني الذي التحق مبكراً بالعمل السياسي، حيث برز كقائد وطني شجاع في انتفاضة مارس 1965 المجيدة، وكان ضمن العشرات الذين زج بهم في السجن بعد قمع الانتفاضة، وبعد خروجه من السجن ونفيه إلى الخارج، انحاز للتيار اليساري في الحركة القومية، الذي تبلور بعد هزيمة يونيو 1967، ثم أصبح عضواَ في الحركة الثورية الشعبية والجبهة الشعبية لتحرير الخليج العربي، وخاض تجربة نضالية في ظفار في عامي 1969 و1971، وقادته التحولات الفكرية التي مرّ بها، بعد ذلك، إلى أن يصبح عضواً جبهة التحرير الوطني”.
واستعرض الحليبي في كلمته المحطات الكفاحية التالية للفقيد، في السبعينات والثمانينات والتسعينات، وما تعرض له من قمع وملاحقة، بسجنه ونفيه لعدة سنوات، معرجاً على دوره الحقوقي، ومكانته في المجال الأدبي والصحفي والثقافي، واصدارته الشعرية والأدبية والنقدية،
وتوقف عند اختيار المنبر التقدمي في مؤتمره العام الأول في ديسمبر من 2002 رئيساً فخرياً له، ورغم ما سببته له الجلطة من إعاقة في الكلام، ظلّ حاضراً، وبقوّة، بقامته النضالية المهيبة ورمزيته الكفاحية العالية، في نشاط التقدمي والحركة الوطنية ومؤسسات المجتمع المدني.
وقال نائب الامين العام: “يعزّ علينا غيابه عن أنشطتنا القادمة، نحن الذين ندرك جيداً أننا فقدنا قامة كبرى لا يمكن تعويضها، فقدناها نحن في المنبر التقدمي وفقدتها حركتنا الوطنية مجتمعة وفقدتها البحرين كلها، ولكننا نعاهدك يا أبا خالد أن تظل سيرتك الشجاعة ملهماً لنا في عملنا، على ذات الخطى التي سرت عليها، ومن أجل الأهداف التي كرّست حياتك من أجلها، وفي سبيلها قدمت الغالي من التضحيات، نعاهدك بمواصلة النضال من أجل حقوق شعبنا”.
وختم الحليبي كلمته بالقول: “نعزي أنفسنا في غيابك يا أبا خالد، ونعزي عائلتك، زوجتك ورفيقة دربك، الأستاذة فوزية مطر، التي كانت إلى جانبك دائماً، مؤازرةً وداعمة، وقامت بجهد استثاني كبير في تدوين سيرتك، التي لا تنفصل عن سيرة الوطن وتاريخه، في كتابها عنك الذي تجاوز عدد صفحاته الألف صفحة، وسيقى مرجعاً للمستقبل أيضاً، للتعرف على أنصع صفحات تاريخنا الوطني مجسدة في قامتك الكبيرة، وفي كل رفاقك ورفيقاتك على درب النضال، كما نعزي ابنك العزيز خالد وابنتك العزيزة سبيكة، وكل أقاربك ورفاقك وأصدقائك في البحرين وخارجها”.
خالد الشملان: للوالد مكانة كبيرة في قلوب البحرينيين
وألقى خالد أحمد الشملان، نجل الفقيد، كلمة العائلة التي استهلها بتقديم شكر العائلة للشخصياتِ الرَّسميةِ التي عزتها بوفاة والده، ولكلِّ مُحبي أحمد الشملان مِمَّن واسوى العائلة في مُصابِها مشيراً إلى أن وفاةُ المناضلِ الشملان أكدت “مكانَتَه الكبيرةَ في قلوبِ البحرينيين، فرغمَ مرورِ ربعِ قرنٍ من الزمنِ على اِصابتِه بالجلطة الدِّماغية الأولى التي سبَّبت له عجزاً كبيراً عن الكلامِ والكتابةِ وأَعاقَته عن مواصلةِ دورِه المميزِ في ميدانِ العملِ الوطنيْ، ظلَّ الوالدُ بتاريخِه النِّضالي ناصعِ البَياض حاضراً في قلوبِ الناسِ وفي الوُجدانِ البحرينِي عُموماً”.
جانبان في حياة الفقيد
وألقت كلمة العائلة الضوء عَلى جانِبينْ هامَينْ في حياةِ أَحمد الشملان خلالَ فترةِ مرضِه على مَدى الرُّبعِ قرنٍ الأَخير، “هيَّآ السُبلَ لفقيدنا الغالي ليُقاومَ مرضَه وعجزَه وأَسهما في دعمهِ النفسِيْ وحفَّزا استمرارَ حضورِه على السَّاحةِ السياسيةِ، الثقافيةِ، الأدبيةِ والمجتمعيةِ عموماً رغمَ مرضهْ وإِعاقَته، ويتمثل ُالجانبُ الأولُ في أن الوالدَ ومنذُ مَرضهِ في عام 1997 حتى وفاتهْ خاضَ نضالاً من نوعٍ آخرٍ، مُتسلحاً بشدةِ البأْسِ وعدمِ الاعترافِ بالعجزْ. جاهدَ نفسَه ووعيَه وقُدراتِه الذهنيةِ وقاوَم إِعاقتَه اللغويِّة كيْ يكونَ حاضراً، مُشاركاً، مُستمراً في العَطاء” (..)، ولمْ يعترفْ الوالدُ بالعجزِ أَبداً، فحالَ نهوضهِ من فراشِ المرضِ أَصرَّ على استمرارِ عَملِ مكتبِ المُحاماةْ، وداومَ يومياً، وباشرَ متابعةِ القَضايا بنفسِه بمُساعدةِ المُحامي فيصل خليفة”.
وأضاف خالد الشملان: “ظلَّ الوالدُ قَريباً، مُتابعاً لقَضايا الشأنِ العامْ، مُشاركاً، حَريصاً على الحضورِ والتَّواجدِ في الفَعَّاليات والمُشارَكات الوَطنية، وعلى تلبيةِ الدَّعوَات التي تُوجهُ له على صَعيدِ العِلاقاتِ الاجتماعيَّة، وحرص على استمرارِ مَجلسهِ الأُسبوعِي مَفتوحاً يَستقبلُ كافةَ مُرتادِيه على مُختلفِ أَطيافِهم، طَوائِفهم، أَفكارِهم واتِّجاهاتِهم”.
أما الجانب الثاني “الذي كانَ دَاعماً ومُحفزاً على مُقاومةِ أحمد الشملان للمرضِ والعجزِ وهو ما حَظِيَ به من تكريمٍ في حياتِه وفي فترةِ مرضهِ على وجهِ الخصوصْ. لقد حقَّقَ التكريمُ للوالدِ الشعورَ بالارتياحِ وبأَنَّ ما بذلَهُ لأَجلِ مجتمعهِ لمْ يذهبْ سُدى. كما أمدَّه بالدَّعمِ والتوازنِ النفسيْ وعدمِ الوقوعِ في بَراثنِ الاكتئابِ فالانسحابِ والتَّقوقعْ، بل الانخراطِ في تفاصيلِ الحياةِ اليوميةِ والمجتمعيةْ”، وعددت كلمة العائلة أَبرزَ المبادراتِ التكريميةِ التي حَظيَ بها الفقيد، ومنها: رئاسته الفخرية للمنبر التقدمي، وإقرار جمعيةُ حقوقِ الإنسانِ البحرينيةِ تخصيصَ درعٍ باسمِ أحمد الشملان يُقدمُ للناشطينْ في مجالِ الدِّفاعِ عن حقوقِ الإنسان، وتكريم وزارةُ الاعلامِ بمملكةِ البحرين أَحمدَ الشملان في عام 2006، على مُجملِ مسيرتِه الكتابيةِ والابداعيَةْ، وحفل التكريم الحاشد له الذي أقامته جريدةُ “الوسط”، واحتفاء المنبرُ التقدميُ بفعّالياتٍ متنوعةٍ حملَت عنوانَ “أيام أحمد الشملان” عام 2009، شمِلت الاحتفاءَ بالشملان المناضلِ، المثقفِ، الشاعرِ، المسرحيِ والناقدِ الأدبِي. ذلك مما عزَّزَ استمرارَ تواجدِه على الساحةِ المجتمعيةِ، واصدار سيرةِ الفقيدِ الغالي في كتابِ “أحمد الشملان – سيرة مناضل وتاريخ وطن”، ليُشكِّل خطوةً تكريميةً للوالدِ، مَا أَفرَحَه وبثَّ في قلبِه الرِضى والاطمئْنان”.
راشد الجودر: نرثي بفقدك الوطن
واستهل الأستاذ راشد الجودر، الأمين العام لجمعية الوسط العربي الإسلامي، كلمته بالقول: “نلتقي اليوم لنضيئ بشموع المحبة والعرفان فضاء هذه القاعة بتأبين رمز من رموز النضال الوطني، وفارس للحق لا يهادن، وشاعر قصائده همس الموج للشواطئ. وكلماته نبض حياة للوطن. رجل ليس كمثله كثير من الرجال. أحسُّ بروحه تحلق فوق رؤوسنا جميعا، بإبتسامة تشرق كشمس لا تحجبها علل بالجسد ولا مواجع، وبوجه سيماءه العزة والكبرياء، وبتاريخ من النضال والعطاء بلا حدود. وبقلب ظل يفيض بالمحبة، وبالشوق للحرية، والعدالة، والسلام”.
وأضاف الجودر: “فيا أيها الغائب عنا جسدا، الحاضر بيننا روحا. لك منا التحية، وعلى روحك السلام، يا من بحضورك حيا وميتا يزهو الوطن. يا من نجتمع اليوم لنرثيك. وحقا علينا أن نرثي بفقدك هذا الوطن، وقد كنت فيه قامة أبية مسكونة بالكبرياء. وكنت فيه صوتا شجاعا مدافعا عن المستضعفين الباحثين عن الخلاص. وكنت فيه مشعلا برغم العواصف تأبي أن تنطفئ. وكنت قصيدة شعر تسكن القلوب، وغصن الياسمين ينثر عطره بين الرفاق حين تطغى في زمن العفن روائح الهزيمة والإستسلام. وكنت أغنية للحرية تشدو بها الحناجر في كل المدن والقرى، وقد جئنا اليوم لنرثيك، وكيف نرثيك أبا خالد، وأنت الذي حين فارقتنا كنت قد ولدت في عالم الخلود وردة لا تذبل، وولدت بقلوبنا مزيدا من العزيمة والإصرار على مواصلة المسيرة التي كنت أيقونتها، وولدت بسمائنا قمرا يضيئ ليلنا الموبوء بالصمت والخنوع. وولدت وعدا بالنصر”.
وختم الجودر قائلاً: “فنم أبا خالد قرير العين، يا فارس الزمن الجميل، وأحسن الله عزاءك يا أم خالد، يا رمز الوفاء، ويا رفيقة درب النضال، ويا نسمة فجر بها تحيا القلوب، ولطالما كان قلب أحمد لك بستانا تزرعين به أجمل الزهور. وإهنأ يا أبا خالد بمقامك في سماء الخلود، فالزهور التي غرست بذورها توشك أن تشق الأرض، وغدا ستنثر عطرها بيننا، لتعيد إلينا شيئا من الجمال والأمل. وإننا على العهد باقون وعلى دربك سائرون. فسلام عليك حياً وميتاً وسلام عليك في رحاب الخالدين”.
ناصر ثلاب: الشملان مناضل خليجي
من دولة الكويت الشقيقة، ألقى الرفيق ناصر ثلاّب، العضو القيادي في الحركة التقدمية الكويتية كلمة الحركة، التي اكدّ فيها على أن الفقيد “ بقدر ما كان مناضلاً بحرينياً، فإنّه كان مناضلاً في صفوف الحركة الوطنية الكويتية، بل هو مناضل خليجي عرفته ساحات المنطقة ومعتقلاتها، مشيراً إلى أن المسيرة السياسية التنظيمية للراحل الكبير قد بدأت وتواصلت “عبر تنظيمات الحركة الوطنية والتقدمية البحرينية بدءاً من فرع حركة القوميين العرب مروراً بالجبهة الشعبية امتداداً إلى جبهة التحرير الوطني وانتهاء بالمنبر التقدمي، فإنّ زنازين معتقلات القلعة وجدة قد اختبرت صموده الرائع في أكثر من موقف وعلى امتداد سنوات… وكذلك كانت بصمات أحمد الشملان واضحة عبر المحطات التاريخية للنضال الوطني والديمقراطي بدءاً من المشاركة في قيادة انتفاضة مارس 1965 وصولاً إلى المساهمة الشجاعة في تصدّر تحركات التسعينات والمذكرتين النخبوية والشعبية في التسعينات”.
وأضاف ثلاب أن الراحل الكبير”ارتبط في الكويت مبكراً في بداية الستينات بحركة القوميين العرب التنظيم الأساسي للحركة الوطنية وبصحيفة “الطليعة”.. وبعدها في بداية السبعينات كان الفقيد يتولى قيادة فرع “الحركة الثورية الشعبية” فيها، وكذلك فقد عرفت جبال ظفار وثورتها المغدورة أحمد الشملان كواحد من أبرز القيادات الثورية الخليجية التي شاركت فيها وأبرزهم: أحمد حميدان، أحمد الربعي، عبدالرحمن النعيمي، ليلى فخرو، وعبدالنبي العكري وغيرهم… كما شهدت معتقلات دبي في نهاية الستينات المعاناة الأليمة لراحلنا الكبير”، مؤكداً على أننا “عندما نتحدث عن الراحل الكبير فإننا نتحدث عن نموذج نضالي خليجي تفتقده شعوب منطقتنا اليوم”.
وعرجت كلمة الحركة التقدمية الكويتية على أحمد الشملان “المثقف العضوي المرتبط بحركة الناس وهمومهم، فهو كاتبٌ ذي قلمٍ سيال، وشاعرٌ مبدع، ومثقفٌ واسع الاطلاع له نظرته النقدية المتميزة ومواقفه المتجددة تجاه الواقع المتغير، مثلما هو بالأساس مناضل صلبٌ وجسور… وما أحوجنا اليوم إلى مثل أحمد الشملان من المثقفين العضويين المرتبطين بحركة الناس”.
وختم ثلاب كلمته بتسجيل الفخر والاعتزاز “بالجهد الكبير الذي بذلته رفيقة حياة راحلنا الكبير الأستاذة فوزية مطر بتوثيقها سيرته الحياتية والنضالية في كتابها القيّم، الذي صدر خلال حياة الفقيد، فهو مرجع هام ليس لسيرة أحمد الشملان، وإنما هو مرجع مفيد للاطلاع على تاريخ الحركة الوطنية في المنطقة”.
حسن بديوي: كان الفقيد دائم البحث عما هو صائب
وكانت الكلمة الأخيرة في حفل التأبين لجمعية المحامين البحرينية التي كان الفقيد أحد نشطائها، ألقاها رئيس الجمعية المحامي حسن بديوي، الذي قال: “إن المناضل لا يؤبن.. المناضل يُخلد..كيف لا والشملان بدأ النضال مبكراً في انتفاضة عام 1965 قيادياً ضمن صفوف الحركة القومية وتعرض للاعتقال وعرف السجون والمنافي، وخلال هذه السنوات وبفكر متقد بدأ يطور فكره ومبادئه لمواجهة أعداء الحرية والتقدم حيث اعتنق الأفكار الثورية وناضل وضحى من أجلها وذلك أثناء حقبة الانتداب البريطاني”.
وأضاف بديوي أن (أبو خالد) “ليس من المناضلين الجامدين بل كان قيادياً دائماً يبحث عن ما هو صائب وصحيح في أساليب النضال، وكانت أبرز تلك المراجعات وبعد الاستقلال إعلان تأييده المشاركة في انتخابات المجلس الوطني التي جرت عام 1973 حيث دعم مرشحي كتلة الشعب والتي فاز معظم مرشحيها وقد شكلت قوة يحسب لها ألف حساب، ولكن التجربة وئدت في مهدها.”
وتوقف بديوي عند محطات الكفاح والتضحية التي مرّ بها الفقيد، “فبعد حل المجلس الوطني عام 1975 تم اعتقال الشملان ضمن حملة الاعتقالات التي طالت كوادر الحركة الوطنية من جبهة التحرير والجبهة الشعبية، وبعد الافراج عنه وبعد انتهاء عقد من النضال قرر فقيدنا أن يتحصن بالعلم وأن يكمل دراسته الجامعية وكان أقرب تخصص إلى قلبه هو دراسة الحقوق دراسة أكاديمية لتكون سلاحاً يواجه به ويحمي أفراد مجتمعه، لذلك توجه إلى جامعة الصداقة بين الشعوب في مدينة موسكو عاصمة الاتحاد السوفيتي آنذاك، وبالفعل هناك طور أفكاره وتخرج بجدارة حاصلاً على درجة الماجستير في القانون عا 1981. وبعد عودته للوطن كان مصيره الاعتقال”.
وأكدّ رئيس جمعية المحامين على أن الفقيد الكبير، “ورغم كل الصعوبات والمضايقات التي واجهته حتى حصل على رخصة المحاماة، بدأ عهداً جديداً من النضال في ساحات القضاء حيث كان نصيراً للضعفاء والمظلومين وخصوصاً قضايا العمال والمعتقلين، وبالرغم من كونه محامياً لامعاً إلا أنه لم يسلم من الاعتقال بسبب دفاعه عن أبناء وطنه”، ونوه بديوي بمشاركة “أبوخالد”
“في العمل النقابي عضواً في جمعية المحامين البحرينية وأثرى بخبرته النقابية نشاطات الجمعية، وانتخب عضواً في مجلس إدارتها وكان شعلة نشاط، وكان يوماً مشؤوماً وصعباً علينا عندما أصيب بجلطة أفقدته النطق وهو الذي كان سلاحه في مواجهة أدوات الظلم والتعسف”.
فيلم يوثق مراحل حياة وكفاح الشملان
ثم عرض فيلم ” سيرة مناضل وتاريخ وطن”، خلال الأسابيع القليلة الماضية دأب فريق من الفنانين على إعداد فيلم تضمّن شهادات من شخصيات وطنية متنوعة جمعتها مع المناضل أحمد الشملان محطاتٌ حياتية ونضالية مختلفة، لتسليط الضوء على جوانب من حياة الفقيد الثريةْ بالتجاربِ والخبراتْ والحافلةْ بالعطاءِ والتضحياتْ.
كريم رضي: بحر البحرين الثالث
أحمد الشملان هو الشاعر والأديب والإنسان المرهف المحب للموسيقى والفن، الذي كتب كلمات الأغاني والأناشيد الوطنية والأبرويتات الغنائية، وفي رئائه كتبت الكثير من النصوص الشعرية، بينها قصيدة “بحر ثالث” للشاعر كريم رضي، والتي ألقاها في حفل التابين وعنوانها مستوحى من خاتمتها التي فيها يقول الشاعر: “شملان قيل ولم يخنك اسم فقد/ وسعت معانيك البلاد شمولا/ حتى إذا فارقتها أتت الملا/ بعواطف تهمي عليك هطولا/ لكأنما البحرين فيك ثلاثة/ وامتزت فيها لؤلؤا وسبيلا/ وتجمّع الأضداد عندك هكذا/ تابى عن الحب البحار عدولا”.
للفن كلمته في حبّ الشملان
في العام 2009، وضمن فعاليات مهرجان “أيام أحمد الشملان” التي نظمّها المنبر التقدمي كتب الفنان والمناضل الراحل سلمان زيمان كلمات أغنية لحنّها هو وغناها بعنوان “يا بو خالد .. وانتَ خالد”، وهي الأغنية التي أعادت تقديمها، في حفل التأبين، فرقة 812 Band بأداء سعد محمد الدوسري ومنذر محمد الطريفي، وعزف عيسى عدنان الجودر على “الكاخون” وناصر خليفة زيمان على “الأورغ”.
ومن كلمات الشاعر عبد الحميد القائد ومن لحن وتوزيع واداء الفنان محمد المرباطي، يشاركه عبدالله الصفار في العزف على العود وحامد سيف على الشيلو، قدمت أغنية “العرس الأبدي”: “في هذا الزمن الغادر/ ووجهك ما زال يحاور/ طرقاتك القديمة الجديدة/ ويظل وجهك في الذاكرة/ يغادر كل شيء وحلمك لا يغادر”