باقية

0
30

قبل عدة سنوات، عاد ابني من المدرسة وهو يتحدث بحماسة عن فلسطين وعن جيش الاحتلال، وكيف قام الأخير بالاعتداء على الأرض وسلبها من أهلها وطرد سكانها، وإنه واجب علينا مناصرة فلسطين ضد المحتل. قال كل ذلك بلغة طفل لم يتجاوز التاسعة من عمره. عرفت منه لاحقاً بأن زميلته في المدرسة من أصول فلسطينية حدثته عن فلسطين والقدس والاحتلال والإرهاب الصهيوني.

تكمن أهمية القضية الفلسطينية في تأمين نقلها إلى الأجيال جيلاً بعد جيل، وتمريرها من الآباء للأبناء حتى تبقى شعلة القضية متوقدة وشعلة الحقيقة باقية كبقاء أرض فلسطين الحقيقة الثابتة الأبدية.

بعد الاعتداء البربري الغاشم على غزّة، لاحظت بأن حتى الأطفال لديهم علم بما يجري في ذلك الجزء من العالم، ونتيجة للإعلام الموجه والمنافسة غير الشريفة لنقل الصورة الحقيقية عما يجري هناك، بات لزاماً علينا الانفتاح على ابناءنا وتوجيهم نحو الحقيقة التي يحاول الإعلام الغربي تشويهها، ونقل صورة أخرى معاكسة تقلب الحقائق وتُجمّل المحتل وتجعل من القاتل ضحية.

وعلى إثر الحملات والدعوات الشعبية لمقاطعة الشركات المناصرة للكيان الصهيوني، أعجبت كثيراً بمتابعة الأطفال لكل المنتجات التي كانوا يحبّونها ويسألون، هل هذه المنتجات ضمن الشركات الداعمة للكيان أم لا، فإن كان الجواب نعم فانهم يرفضون تناولها ولو كانت محببة لديهم فيما سبق.

بمثل هذه العقلية وبمثل هذا الفعل، يمكن أن نطمئن بأن الهجمة الغربية القائمة على تشويه الحقائق ستجابهه وتواجهه بحوائط صدّ كثيرة مبنيّة على الالتزام بالقضية والوقوف مع الحق وأصحاب الأرض ضد المحتل الغاشم.

لن تموت القضية الفلسطينية طالما بقيت حيّة في عقول وضمائر الأطفال واستمرّ النداء يتردد… فلسطين حرة حرة.