أوكرانيا وغزّة …والكيل بمكيالين

0
103

تباكى العالم وتحديداً الأمريكان والأوروبيون على أوكرانيا عندما بدأت العملية العسكرية من قبل روسيا في 24 فبراير 2022، بطلب من المواطنين الأوكرانيين من أصل روسي في إقليم الدونباس. لقد قُتل وجُرح الآلاف في دونيتسك ولوغانسك بسبب الاعتداءات الوحشية لمدة ثمانية أعوام من قبل النازيين الجدد الذين يحكمون في كييف  طوال تلك السنوات، وكان هناك العديد من المناشدات من قبلهم  إلى القيادة في روسيا لوقف العنف الدموي الممارس ضدهم، على أمل أن يحلّ موضوعهم بعد توقيع اتفاقية مينسك في 5 ديسمبر 2014  من قبل مجموعة الاتصال الثلاثية بشأن أوكرانيا، والتي تتألف من أوكرانيا وروسيا ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا (OSCE)، بوساطة زعماء فرنسا وألمانيا.

لم يلتزم الانقلابيون النازيون في كييف بالاتفاقية، بل مارسوا سياسة الأرض المحروقة في دونيتسك ولوغانسك، والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية كانا يغضَّان النظر عن جرائم قادة كييف النازيين، وربما شجعاهم على ارتكاب المزيد، يتضح ذلك ما كشفته العملية العسكرية التي بدأت 24 فبراير 2022، من تحشيدات عسكرية واستخباراتية للأوروبيين والأمريكان ضد روسيا “الغازية”، هدفهم واحد هزيمة روسيا وإدخال أوكرانيا في حلف الناتو.

 ما يجري في غزة من جرائمَ ومجازرَ دمويةٍ مروعةٍ من قِبل قوات الكيان الصهيوني يشاهدها العالم ولا يستطيع إيقافها حتى من خلال مجلس الأمن التابع   لهيئة الأمم  المتحدة، حيث لم يلتزم الكيان الصهيوني بالقرارات الدولية الصادرة من قبله لا في السابق  ولا  الحاضر، ولن يوافق على أي قرار يصدر ضده، طالما هناك من يقف معه في مجلس الأمن التابع  للأمم المتحدة، فالإمبريالية الأمريكية وبريطانيا وفرنسا، جميعها تقف معه دائماً، وهؤلاء اليوم شركاء في قتل الفلسطينيين في غزّةَ بصورة مباشرة وغير مباشرة، فأساطيلهم وبوارجهم في البحر الأبيض المتوسط، ووجودهم ليس للنزهة، بل لدعم ومساعدة الكيان الصهيوني في حرب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة. انكشفت حقيقة دول الاتحاد الأوروبي الذين يدعون بأنهم مدافعون عن الديمقراطية وحقوق الإنسان والمساواة، لقد سقطوا في امتحان غزةَ، بعد أن ضربوا عرض الحائط القيم الإنسانية والأخلاقية بوقوفهم مع الكيان الصهيوني، فالامبريالية الأمريكية مواقفها واضحة في دعم الكيان الصهيوني في السابق والحاضر والمستقبل .

بالرغم من مواقف أغلب الدول الأوروبية والإمبريالية الأمريكية الداعمة للكيان الصهيوني، خرجت المظاهرات والمسيرات وبمئات الآلاف تنتصر لغزةَ وفلسطين، وتشجب العدوان الصهيوني، بقتل آلاف الأطفال والنساء والشيوخ وارتكاب المجازرِ الدمويةِ من قبل قوات الاحتلال الصهيوني وبمشاركة الأمريكان والأوروبيين معهم، لا يمكن أن تُمحى من ذكراة الشعوب الحرةـ وإن حاولت الماكنة الإعلامية الصهيونية بأن تحجب تلك المشاهدات المروعة في وسائل التواصل الاجتماعي وتُضيق على الصحفيين الذين ينقلون حقائقَ ما يجري في غزةَ، حيث قتلت قوات الاحتلال الصهيوني عشرات العاملين في وسائل الإعلام المتعددة الأوجه، بالرغم من كل تلك المضايقات والاعتداءات على الصحفيين، فالأخبار المنتشرة والمنقولة من غزةَ مباشرة، تفضح أكاذيب الكيان الصهيوني وداعميه .

المخجل والمعيب مواقف النظام الرسمي العربي، واتَّضح بجلاء في القمة العربية والإسلامية المنعقدة في الرياض بالسعودية في الحادي عشر من نوفمبر 2023، حيث لم لم تستطع  القمة  إصدار  قرارات قوية تجبر الكيان الصهيوني على وقف إطلاق النار ووقف المجازر الدموية وفتح معبر رفح بشكل دائم وإيصال المساعدات الإغاثية وكل الاحتياجات الضرورية إلى أهالي غزةَ الصامدة. موقف النظام الرسمي العربي ليس مخجلاً ومعيباً بل أكثر من ذلك هناك بعض الأنظمة السياسية العربية المتواطئة مع الأمريكان الداعمين للصهاينة في قتل أطفال ونساء وشيوخ ورجال غزةَ، سوف يسجل التاريخ تلك المواقف المخزية وما فعلته تلك الأنظمة العربية بحق الشعب الفلسطيني في غزّةَ وما فعلته مع شعوبها، فالتخاذل والتآمر كانا عناوين بارزة  في تعاطيها مع القضية الفلسطينية.

قَدرُ الشعب الفلسطيني أن يقاوم ويقاتل لكي ينال حقوقه المشروعة أسوة بكل الشعوب التي ناضلت ضد المستعمرين والغزاة وقدمت تضحيات كبيرة من أجل حريتها واستقلالها الوطني، بدماء أطفال ونساء وشيوخ ورجال غزةَ وفلسطين،  وسينتصر الشعب الفلسطيني على همجية وبربرية النازيين الجدد في تل أبيب، ويُفشل المخططات والمشاريع الإمبريالية والصهيونية، في غزةَ وكل فلسطين المحتلة .