عندما يكون الزيت والزعتر
عشاءً أخيراً
سيسري بك كابوسٌ ليلي
في أروقة عالية
يقف، سمسار الحرب،
يقايض، أجساداً فتية بحقنة من الأفيون
ارتاحت الفكرة على ساعديه
سلّم اللهب عزمه الخفي
روّض الضلالة اللافحة قلبه
هذا زمن المقاتل
بين ربيع السواقي
وعويل الرقص
ارتاحت على الأراجيز
دموع ناقصة
فجأةً
أصابته شظية جانحة
واهن برهة
جرحه زاده
وإله الحرق يغرز في القلب رتاجا وفي الأصابع نارا
هل هذا رامي النار
أصابته شظية جانحة؟
غربة الوجد في هذي الروابي
طليق بين الحدائد والنار
أيقظته سيادة الدفء
نسي أنه المزدهر
بين رأسه الخانعة للقصف
وروحه القافزة بين الأنفاق.
تذكّر:
للرفقة رمح ولحظة انصاع فيها للدردشة،
قد يأتي تصحبة الألفة، صديق عوده عمود
النور لهذه البوابة، التي ما فتئت تقبل الرصاص،
وسحره يتجلى على علو أبعد من ترويض
هذا الكلب القائد لفصائل الدم المعيثة فسادا للطفولة .
بين السواقي ألقوا برفقته
ماطل في النهوض
هذه الأنباء عودته الصهر في حلقاتٍ لا آخر لها
خذ حذراً
من بين الأنقاض
تأتي امرأة مجدولة الشعر،
أصابعها مخنصرة بخاتم للزواج
وعلى الرأس بؤبؤ العين الباقية
وفي القدم ظفر بلا إصبع
ينزّ هديل دمٍ للذين لم يراقصوا عميد الموت في ..
خذ حذراً
هذا المقاتل يبتهل
إنه قادم خارج من حدود السنين
مهاجر يردي التاريخ
هذا المقاتل يبتهل
كحين اقتلاعك لجذر الشجرة العجوز
تدمي أصابعك
وتحس بوقع الأفاعي على جسدك
وتنز أنفاساً عميقة حارقة لبقايا وقتك
جاءك هذا المقاتل يبتهل
هدير وسط الديار، شبيهٌ بتقاسيم هذي الأرض
وجل من أخبارها
يهم بالمغادرة
فاطمة شريدة فوق هذه العوارض
بين الفتية وشوارع الدم
ضوأت قنديلها
فاطمة
يالعينيك الجميلتين
متسعاً للدفء
مأمناًواحتضاناً لوجعي
أحقاً
هذا الوطن استشرى بالوريد ذهباً
يا صوتك العالي
شريعة لي بأرض خربة
فاطمة
تعالي دنس أنا بالأعنة
لكنني قائدها.