لا أعرف ماذا يحمل العائدون من الحرب
على ظهورهم الكثير من المتاع
ربما كثير من الجراح أيضا .
أحدهم تذكر أباه الميت عندما وصل القرية
لكنه لم يجد الدموع
التي تجعله قادرا على النسيان .
وعندما وجد أحدهم أن حماره العجوز
لم يعد قادرا على حمل متاعه إلى الحقل
اقترح اطلاق سراحه
ليموت جوعا وعطشا في الصحراء .
أحدهم بكى حين عرف أن نار الليل
ما زالت تضيء ،وأن نجوم السماء ما زالت تشرق
كعيون الأطفال ،متجولة في السماء كفراشات الفجر .
لا يتحدثون
هكذا علمتهم الحرب
أن يكونوا صامتين أبدًا.
العائدون من الحرب
انتظرتهم الأمهات والآباء
حتى وهم يزحفون في التربة
حتى وهم رؤوس دون أجساد
أجساد دون رؤوس.