أتجاهل متعمّدًا، كل الصيحات من تحت الأنقاض،
كل طفلةٍ تروى فقدها ببلاغة الفجيعة،
ارتعاشة صبيّ لم ينفع فيه المخدر، وعيناه المدهوشتان
من جسده الراقص.
هكذا أنجو بنفسي عن قلّة الحيلة،
إلا أنني أتذكّر بغتة، حينَ أعدُّ القهوة، ثمّة من لا يستطيع سوى
التحديق في العاصفة السوداء وهي تلتهم أطفاله..
ثمّة لحمٌ عالقٌ في أضراسها…. وثمّة…. يا إلهي..
ثمّة من لا يستطيع شخط هاتفه
ليبعد الغبار الميكانيكي الجوّال في الحيّ
لأنه عالقٌ داخل الهاتف.
***
متشاغلاً بالحياة أنجو بنفسي
سوى من صيحةٍ في هواء الليل
كلّما وضعتُ رأسي على المخدّة.
أنجو بنفسي، ولكن نفسي
لم تنجُّ بي.