الوزير وقمة المدن الذكيّة في البحرين

0
17

تستضيف العاصمة المنامة على مدى يومين 5 و 6 مارس 2024 النسخة السابعة من قمة المدن الذكية، تحت شعار “التقدم في مسيرة التطور عبر الذكاء الاصطناعي”. وقال وزير البلديات والزراعة: إن القمة تواكب تطلعات مملكة البحرين لتعزيز ريادتها في التحول للمدن الذكية والمستدامة من خلال تبني أفضل التقنيات وما توصلت إليه التجارب والعلوم الحديثة في هذا المجال.

المدينة الذكية(smart city)هي منطقة حضرية حديثة تقنيًا تستخدم أنواعًا مختلفة من الأساليب الإلكترونية وطرق تنشيط الصوت وأجهزة الاستشعار لجمع بيانات محددة. تُستخدم المعلومات المكتسبة من تلك البيانات لإدارة الأصول والموارد والخدمات بكفاءة؛ في المقابل، يتم استخدام هذه البيانات لتحسين العمليات في جميع أنحاء المدينة. يتضمن ذلك البيانات التي تم جمعها من المواطنين والأجهزة والمباني والأصول التي تتم معالجتها وتحليلها لمراقبة وإدارة أنظمة المرور والنقل ومحطات الطاقة والمرافق وشبكات إمدادات المياه والنفايات وكشف الجرائم وأنظمة المعلومات والمدارس والمكتبات والمستشفيات والخدمات المجتمعية الأخرى.

 الاتحاد الدولي للاتصالات يصف المدينة الذكية بأنها مدينة مبتكرة تستخدم تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لتحسين نوعية الحياة، وكفاءة العمليات والخدمات الحضرية، والقدرة على المنافسة. ووفقاً لمؤشر IESE Cities in Motion، فإن أبرز عشر مدن ذكية في العالم، هي: نيويورك، لندن، باريس، طوكيو، ريكيافيك، سنغافورة، سيول، تورنتو، هونج كونغ، امستردام.

على المستوى العربي تُشير بعض الدراسات إلى وجود عوامل مختلفة تُعيق عملية تحول الكثير من المدن العربية إلى مدن ذكية، أهما: النظم التقليدية، والكثافة السكانية، والبنية التحتية الضعيفة، ونقص رؤوس الأموال، وجوانب ثقافية واجتماعية.  

ومن النماذج العربية المتقدمة في هذا المجال، مدينتي لوسيل في قطر ودبي في الإمارات، اللتين طبقتا نظام حوكمة ذكي، وبنية تحتية رقمية متطورة، ساهمت في تحسين الخدمات الصحية والتعليمية والاجتماعية والبيئية.

لا شك أن مملكة البحرين تتوفر في بعض مدنها مواصفات  المدينة الذكية، لكن بالمقابل تفتقد للعديد من  المواصفات والأسس الأخرى التي تتميز بها أشهر المدن الذكية في العالم. كما أن بعض قواعد البنية التحتية الأساسية تُعتبر ضعيفة في بعض مناطق البحرين. إذ لا تزال تفتقد لخدمات صرف مياه المجاري، ومحطات تنقية مياه الصرف الصحي، ورصف الطرقات، وإنارة الطرق، وشبكة اتصالات قوية للإنترنت. كذلك يوجد  نقص في عدد المدارس والمستشفيات والحدائق، وغير ذلك.

يكفي أن يقوم  أحد المسؤولين بجولة سريعة على مختلف مدن وقرى البحرين هذه الأيام، ليرى بعينيه كيف أن أمطار الشتاء القليلة أغرقت العديد من الطرقات والساحات والأسواق والمنازل بالمياه، وكيف أن البنية التحتية بانت هشاشتها وضعفها في جوانب أساسية لا تتوافق أبدًا مع مفهوم المدينة الذكية في القرن الحادي والعشرين.

ومن الملاحظ في السنوات القليلة الماضية أن بعض الوزراء يتفنون في إطلاق عناوين براقة ومصطلحات عصرية رنانة من أجل التسويق لوزاراتهم أو التغطية على نقص أو سوء الخدمات المقدمة للمواطنين. غير أن ذلك يخالف الواقع تمامًا، مما يجعل هذا الوزير أو ذاك، أو هذه الوزارة أو تلك، عرضة للانتقادات اللاذعة من المواطنين، حيث إن هذه المصطلحات والعناوين لا تنطلي على وعي الجماهير، ولا تلامس احتياجاتها اليومية.

سخر الكاتب الروسي ميخائيل زوشينكو من المثقفين المنفصلين عن معاناة الناس فقال: “إنهم يكتبون عن الأزهار والعصافير، في الوقت الذي يعاني فيه ملايين الناس من البؤس”. وإذا كان هذا حال العديد من المثقفين في موقفهم من هموم ومعاناة الناس، فكيف لنا أن نصف موقف الوزراء والمسؤولين وعتاة المال اتجاه العامة من الشعب؟!