نعى المنبر التقدمي المناضلة بدرية خلفان، أبرز رائدات العمل الوطني والنضال ضد المستعمر البريطاني، والكاتبة في صحافة الخمسينات، في ذروة النهوض الوطني الذي قادته هيئة الاتحاد الوطني (1954 – 1956)، والتي رحلت عنا في سلطنة عمان حيث تقيم مع عائلتها، وعبّر التقدمي عن صادق العزاء إلى عائلتها، وقال إن الفقيدة ألهبت الجماهير بخطبها الوطنية والحماسية، وسجلت علامة فارقة وحالة نوعية في نضال شعبنا، إذ أنها أول امرأة دخلت معترك النضال الوطني السياسي بفاعلية. وفتحت الطريق إلى انخراط النساء في حركة شعبنا ضد الاستعمار البريطاني. كما فتحت الطريق أمام ظهور الجمعيات النسائية وتبلور الحركة النسائية في البحرين من أجل النهوض بأوضاع المرأة وتقدمها، والتي تطورت خلال العقود التالية بشكل متسارع وفعال.
الباحثة د. سبيكة النجار في كتابها المشترك مع الباحثة فوزية مطر في كتابهما: “المرأة البحرينية في القرن العشرين”، أوردت معلومات عن حياة ودور الراحلة الكبيرة، على ضوء مقابلة سجلتها معها، حيث أشارت إلى أنها ولدت في فريج الفاضل، ودرست في مدرسة عائشة أم المؤمنين، وكان أخوها خليفة يشجعها على القراءة. ونقلاً عن الفقيدة أوردت النجار أنها كانت أول صوت نسائي في أول إذاعة في البحرين في منطقة التيل في الحورة كما نشرت مقالات في صحيفتي “القافلة” و”الوطن”، حيث شجعها أبرز روّاد الصحافة البحرينية محمود المردي وعلي سيّار.
عُرفت الفقيدة بدرية خلفان بمشاركتها في المظاهرات التي قادتها الهيئة، بدافع من حسها الوطني والقومي العروبي. وأهم مظاهرة شاركت فيها كانت في العام 1956 لنصرة مصر على أثر العدوان الثلاثي، وعن ذكرياتها عن تلك المظاهرة نقلت النجّار عنها قولها: “كنت أحمل صورة جمال عبد الناصر. وقد دفعني الحماس في تلك المظاهرة فألقيت خطاباً في الجماهير المحتشدة”.
كتب المستشار البريطاني يومها تشارلز بلجريف في يومياته أنه جرى اعتقالها لأنها “أصبحت قائدة سياسية”، وبقيتْ في المعتقل لفترة تقارب الشهر، ثم طلب منها مغادرة البحرين، فذهبت إلى أخوالها في مدينة الخبر بالسعودية، حيث منعت من دخول البحرين لمدة عامين”. ثم اضطرت للذهاب للعراق إلكمال دراستها الاعدادية وبعدها توجهت لمصر حيث أكملت المرحلة الثانوية. في القاهرة تركز نشاطها السياسي في إذاعة “صوت العرب”، موصلة قضية البحرين الوطنية، ومدافعة عن قادة الهيئة المنفيين إلى سانت هيلانة.
عملت بعد تخرجها من الجامعة مدرسة في مدرسة في الرفاع. وبعد زواجها انتقلت للسكن في دبي، قبل أن تنتقل إلى مسقط، حيث عملت في مجال التعليم وأصبحت مديرة إدارة الامتحانات في وزارة التربية بسلطنة عمان.