أتريدُ ظلّلا لي ولكْ؟
والطائراتُ تمُدُّنا بالموتِ لا بالقمحِ
من فوق الركامِ وليلِنا
ما أجملٓكْ..
لم يبقٓ في العُمر الكثيرُ
لكي نغنّي دون أن تلِجَ القذيفةُ
ثُقبَ خيمتِنا هنا في الّلامكانِ
وأنت تعرفُ وقتَك المسفوك
تعرفُ منزلَكْ..
لم تبق إلا الذكرياتُ
وبعضُ ضحكتك المؤجّلةِ.. الهباءِ..
لا شيء في هذا الرُكام سوى الدماءِ..
وأنت أنت تُعيدُ سيرتنا إلى الأعلى
فرُحْ حُرًا لنمضي دافئين وحالمين وغانمين
ولا تدعْ “نقصًا” يمرُّ إليك في سهوٍ
ليزعم.. “أكملٓكْ”..
يا أرض يعقوبِ النبيِّ تريّثي
لم نأتِ من عدمٍ
ولكنَّا تعِبنا من عبور الآخرين
إلى مدانا خلسةً بالذبحِ
إبراهيمُ مَرّ على صباح النحرِ
لكن الإله أظلّ إسماعيل بالكبش السماوي الأخير
فكان أن جئنا بُعيْدَ النحرِ مفتونينَ
ما أقسى الصعودَ إليك
بل ما أعدَلَكْ…
سبعين مجزرةً عرفتَ
ولم تكن رقَمَا ضبابيًا
على هذي الطريقِ وأختِها
لم تقترف صفةَ المزاجيين
كنت المستبدَّ الشهمَ في هذي الحياةِ
ولم تُراعِ الفرقَ بين رصاصةٍ
وصحيفةٍ مدفوعةِ الأقلام
كي يضعوك في نَصِّ الهروبِ إذا استبدّ الزحفُ
كنت الأجملَ الأنقى
كمطلع آية إذ أنزلَكْ..
لن تستريح.. ولدتَ كي تشقى طويلًا
مثل مئذنة تطول مع الأذان
ومثل معجزة فيا لله إذ هو جلّلَكْ…
لا تنتظر مددًا
فحتى الموت صار يجيئ في شكل المعونة
وزّعوا دمك المباح على القبائل كلِّها
وبقيت وحدك تدفع الدنيا لتحيا مرة
وتموت ما شاءت من المرّاتِ
لكنْ.. في النهاية كلّ هذا المجدِ لكْ!