أغنية المحطة

0
18

المحطةُ عما قليلْ

المحطةُ قديسةٌ

سأمرُ بها فتكلمني

ونغني معا في جنونٍ نبيلْ

وفيٌّ لها

فأنا لا أخون المحطات

حتى ولو خانني العمرُ

لكنني حولها يافعا

أتسكعُ في أول الليل

في آخر الليل

حتى يحين الرحيلْ

المحطةُ تعرفُ عمالها

المنتمين لها

تبوس غبارهمُ

وتقبلُ أقدامهمْ

في المواعيد جيلا فجيلْ

المحطةُ تذكر باصاتهمْ

وتصاميم ألوان ياقاتهمْ

زرقة البحر

أو لمسات السماء الجميلْ

المحطةُ تعرفُ أعمارهمْ

الذين أتوها وهم في بداياتهم يافعينْ

عليها قضوا أجمل الأمسيات المطيرةْ

أو اختبروا جمرة الشمس عند الظهيرةْ

أو ابتسموا في الصباحات للطالبات القريبات

أو غادروا خجلينْ

المحطةُ تعزفُ وحشتها

حين غاب أحبتها مضربينْ

تذكرهم كلما رجعوا

وتهنئهم بنجاحات إضرابهمٍ في معادٍ جديدْ

المحطةُ مصنوعةٌ من نشيد الحديدْ

المحطةُ تسكنُ عمالها

إذا ذهبوا في خريف التقاعد

مرّوا بها والهينْ

يبثونها حزنَ أيامهم

ويقولون كنا وكنا

فكوني لمن بعدنا

في ضمير السنينْ

المحطاتُ ليست حجارا ولا أرصفةْ

ذهبَ العابرون عليها

ومروا من الوقت يمشون

للموت أو للحياة

على حافة العاصفةْ

وهْيَ لما تزلْ واقفةْ

وهْيَ لما تزلْ واقفةْ