إلى متى سنعيش في البؤس؟

0
12

إن البؤس الذي ينخر في بيوت الفقراء والذي يقابله ثراء فاحش لا يليق بكرامة الانسان عاش سنيناً يكدّ ويكدح في وطنه لتعيش فئة قليلة تنعم بالثروات، كما يسعى أبناؤه جاهدين جادين في ازدهاره، وذلك لترسيخ مبادئ الديمقراطية لقادة العمل النقابي وحماية الحقوق.

لقد طالب العمال في العام 2008 عبر المؤتمر العام الأول لاتحاد نقابات عمال البحرين بمراجعة مشروعات عدة، وذلك تماشياً مع الحقوق المدنية الدولية لضمان عدم التراجع فيها، حيث أكدوا أولاً في مطالبهم مزيداً من الصلاحيات واستخدام آليات الرقابة المالية، حيث قدراتهم للدفاع عن الطبقة العاملة.

وقد ناشد المؤتمر عاهل البلاد إعطاء عمال القطاع الحكومي حقّهم في تأسيس نقاباتهم أسوة بزملائهم في القطاع الخاص، ولفت النظر لغول التضخم والغلاء والمحسوبية، كما أكدّ المؤتمرون على إصلاحات جادة والتفهم لمشروع الخصخصة طبقاً للمرسوم الملكي (33) القاضي بالشؤون العمالية وتنظيماتها (النقابية)، والتي أكد عليها جلالة الملك، حيث شكره المؤتمر على إعطائه أرض للاتحاد، كما أكدوا أيضاً على الانعكاسات السلبية عن ارتفاع كلفة العمالة الوافدة وتفضيلها على العمالة الوطنية، وعلى دعم تدريب العمالة الوطنية وتنمية المؤسسات الصغيرة التي يتكسب منها المواطن وتنمية قدراته المؤسساتية كما طالب بإعطاء فرص التوظيف أمام جميع أبناء الوطن بلا تمييز، وأكد على دفع العلاوة باستمرار دون ابطاء وارتأى فيها عدم المعالجات المؤقتة التي لا تحمي أصحاب الدخل المحدود ويركز على اصلاح حقيقي جاد منفع للدخل القومي للبلاد لكي لا نضطر لاستيراد العمالة الأجنبية الرخيصة قليلة المهارات، كما أكد أيضاً على تحسين أوضاع الأجور والمعيشة.

بعد هذه السيناريوهات التي عصفت بكادحينا في صراع مسيّس لا يمت بصلة لهذه الطبقة التي لم ير فيها البعض إلا صراعاً عقائدياً لا ينظر ولا يأبه بوطن ولا مواطن الذي من المفترض أن تلتف حولهم كل القوى التي تسعى إلى تفهم واضح لتضع حلولاً شاملة شافية تستند إلى قوانين ذات معايير خلاقة تخرجنا من محن زادتنا محن أخرى بهذا التمزق المستمر، فحينما نختلف ونحاول وضع أسسٍ للحيلولة في تقريب وجهات النظر لنضع بوتقة تمتزج فيها كل أفكار الوئام ونحطم صخرة النفور والتباعد، للأسف حين نرى في انتخاب زعامة تتولى وقف هذا الهدر بحكمة، تتصدى لنا أشكالاً من العراقيل بعقولٍ غير راجحة، في الوقت الذي تسعى جهود خيرة تستطيع سبر كيفية الدفاع عن العمال وجموع الكادحين بلا تحيّز ولا تمييز طائفي، لكننا نأسف لعمليات الاقتراع على التوافق لإيجاد صيغة مشتركة المراد منها لم الشمل، حتى في حب الوطن لم نرى الا الصراع ذاته الغير واضح وكأننا في انتخابات برلمانية، حشد واضح يهب فيه من ليس له فهماً لأوضاع العمال، حتى أن هناك من لا يهمّه وجع العمال المنهكين الذين يتصبب عرقهم في المصانع في عز الصيف القائظ الحار.

هذه مأساة لا يدركها إلا من لسعه شرر اللحام وحرارة الحديد، لأن البعض يعيش بذهنية متخلفة تخالف شريعة الطبقة العاملة، فمن يعرف الطبقة العاملة وثقافتها يعرف حب الوطن والمواطن.

فمن هنا نؤكد على إصرارنا في معالجة الأمور المستعصية بطرق سليمة، حذار كي لا يستغل أعداء الطبقة العاملة ذلك، لأن المتربصين يتلونون وينتهزون فرص التفكك، فلننظر إلى أين وصل بنا الوضع اليوم وكيف خسرنا مكاسبنا التي كسبناها عندما كانت كلمتنا هي المؤثرة، واليوم نتحسر بعد أن نُهبت صناديقنا وعلاواتنا وهمشت مؤسساتنا النقابية ..إلخ، وذلك لأننا أصبحنا نسيّس مطالبنا عقائدياً ولم نلتفت إلى رؤية نضالية جامعه بعيداً عن الطأفنة، اليوم علينا أن نتعظ، فالطريق لازال معبداً لنضع العربة عليه ونسير جميعاً.