Wednesday, October 2, 2024

التقدمي يؤبن الرفاق عبدعلي الشويخ وعبدالعزيز آل الشيخ ومحمود العوضي

الأمين العام: ما بذله الراحلون من تضحيات يظل محفوراً في الوجدان

 قال الأمين العام للمنبر التقدمي المحامي عادل المتروك إن الرفاق عبدعلي الشويخ، عبدالعزيز آل عباس، ومحمود العوضي، “رحلوا جسداً ولكن ذكراهم وتاريخهم وما بذلوه من تفاني وتضحيات يظل محفوراً في الوجدان، وهم محطات ودروس تبقى شاهدة على تضحيات الرفاق جيلاً بعد جيل.

جاء ذلك في كلمة “التقدمي” في الحفل الذي أفيم في مقره لتأبين الرفاق الثلاثة الراحلين، بحضور أفراد من عوائلهم وأصدقائهم وأعضاء التقدمي، واستعرض الأمين العام جوانب ومحطّات من سير الرفاق النضالية والحياتية.

الرفيق الشويخ عبدعلي الشويخ

قال الامين العام للتقدمي إن الرفيق عبدعلي الشويخ نشأ وترعرع في قرية باربار، بين البحر وبساتين النخيل التي كانت وقتها تحيط بالقرية من جهاتها الثلاث”، وتابع: “طبيعة الحياة الاجتماعية البسيطة في الريف، حيث كانت الرفقة تتسم بالصدق والبساطة وكان أغلبهم يكد في معيشته إما في المصانع، أو العمل في الحقول والبساتين أو الصيد، راكم أسلوب الحياة هذا في شخص الفقيد تلك الألفة، عرفها ولمسها جلنا في المنبر التقدمي، الإخلاص والجسارة والعطاء من أجل مبادئ الحزب دون حد، وقد لعب رفاق وأنصار جبهة التحرير في صقل شخصية الفقيد وتعلقه بالفكر التقدمي الدور الأساس، لاسيما في أنشطة نادي باربار الثقافي والرياضي”.

وأوضح: “بعد المشروع الإصلاحي وإشهار الجمعيات السياسية كان الرفيق أبوصبري أحد المؤسسين في المنبر التقدمي، انخرط في صفوفه وانضم إلى قطاع النقابات”.

الرفيق عبدالعزيز آل الشيخ

وقال عن الرفيق عبدالعزيز  الشيخ بأنه: “تشرب الفكر التقدمي منذ نهاية الخمسينات من القرن الماضي، ناله ما نالهم من اعتقال وتعذيب ونفي حيث مكث فترة في المعتقلات بين سجن القلعة وجزيرة جدا إلى أن تقرر إبعاده إلى دبي”، وتابع:” كان الشيخ واحد من المؤثرين، فقد أسهم نشاطه الجماهيري في توسيع القاعدة الحزبية بشكل ملحوظ، تميز الفقيد بحضوره بين الناس ومساهماته في أنشطة المجتمع ومشاركته الجماهيرية، لاسيما بعد بذل جهود مضنيه في تأسيس نادي النور، هذا النادي الذي أصبح مركز جذب و تثقيف جماهيري، كما أصبح منبر ثقافي حينها بيد الرفاق للفعل والتأثير ونشر الفكر التقدمي”.

وواصل: “كان الفقيد واحد من العناصر النشطة، ساهم وبشكل ملحوظ في إنجاح انتفاضة مارس، حيث أصبح حينها منزله مركزاً نشطاً يلتقي فيه الرفاق، للتخطيط والتباحث حول استنهاض الجماهير وإنجاح انتفاضة مارس، من هناك تصدر التوجيهات حول دور الرفاق فيها واطلاعهم بالمهام التي تناط بهم”.

الرفيق محمود محمد العوضي

أما عن الفقيد العوضي بعد أشار المتروك إلى أنه: “كان يتميز بالفطنة وسرعة البداهة، لدرجة أن شركة بابكو اختارته مع قلة من الطلبة المميزين كي تتكفل بتعليمه في مدارس التلمذة المهنية حينها”.

وواصل: ” تعرض الفقيد أكثر من مرة للاعتقال والترهيب، ولم يثنه هذا عن الاستمرار في نضاله مع رفاق دربه حتى تاريخ مغادرته للدراسة في العام 1974 بعدها انتقل للعمل في عدد من الشركات، بينها شركة ألبان البحرين وشركة يوسف بن أحمد كانو”، وتابع: “وهو واحد من الرفاق الذين لم يألوا جهداً في التضحية، زرعوا لنا في تراب هذا الوطن نموذج سيظل نابض بالانتماء”.

محمد على الشيخ: مسيرة حافلة لشقيقي عبدالعزيز

وفي كلمة شاملة استعرض الرفيق محمد علي الشيخ مسيرة شقيقه الراحل عبدالعزيز آل عباس، الذي اضطر لترك المدرسة مبكراً بعد رحيل الوالد والعمل من أجل إعالة العائلة الكبيرة، حيث عمل في دائرة الكهرباء في أوائل الخمسينات من القرن الماضي، وكان موظفاً ملتزماً ومخلصاً في عمله، وعدا عن تفانيه في العمل حرص على التطوير الذاتي واستكمال دراسته الثانوية وتقوية لغته الإنكليزية.

واستعرض الشيخ في كلمته السجل النضالي الحافل لشقيقه وما كابده من سجن ونفي، وما اضطلع به من أدوار في المحطات الوطنية التي عرفتها البحرين، ويجد القارىء النص الكامل لكلمته في مكان آخر من العدد.

لمياء الشويخ: كنتً مناضلاً والمناضلُ لا يموت

ابنة المناضل الراحل الفنانة لمياء الشويخ خاطبيت والدها بالقول: كنت مناضلاً يا أبي.. والمناضل لا يموت”، وقالت في كلمتها في حفل التأبين: “لا شيءَ يُهوّنُ من قَسْوةِ رحَيلِكَ سوى أنَّنا نَشعرُ – في هذه الليلة – قَدْ بِتْنَا جميعًا أهلكَ وذويك. فمَا منّا إلّا ويَرى في فقدِكَ فقداً للأخِ أو الأبِ أو الصديق. هكذا؛ تَمدّد بياضُ قلبِكَ ليشمَلنا جميعًا تحتَ مَظّلةِ عَائِلتك. هكذا؛ بذَرْتَ نفسكَ في داخلِنا ليَجدَ كُلٌّ منّا أنّهُ كانَ قريبًا منكَ، وكنتَ قريبًا من الجميع بالفعل. 

يهوّنُ من غيابِكَ أنّكَ كنتَ مُناضِلًا، والمُناضلُ لا يموت. كنّا نَسمعُ مُفردةَ “النِّضال” تتردَّدُ في أرجاءِ البيتِ مُذْ كُنّا صِغارًا، لكنّها لَمْ تَكتسبْ معناها الحقيقي – بالنسبةِ لنا – إلّا في مَعركتِكَ الأخيرة، يومَ دَاهمَكَ المَرضُ فجأةً دونَ سابقِ إنذار. ثلاثُ سنواتٍ وأنتَ تقاوم خُبثَ الدّاءِ فتداويهِ بالابتسامة، حتى ذَوَى جَسَدُكَ واقتصَرَتْ حَركَتَهُ في يدِكَ اليمنى. وَلَكَ أنْ تَتَخيّل قُدرةِ سبّابتكَ على إشعال الأمل فينا. هكذا علّمتنا أنْ نقاومَ ونناضلَ ونَصبرَ إلى الرَمَقِ الأخير. كما كنتَ تعلّمنا دائمًا أنْ نفرحَ وأنْ نتقاسمَ مع الآخرين الفرحَ والسعادةَ.

علّمتنا كلَّ الأشياء يا أبي، لكنّك نسيتَ أنْ تعلّمنا كيف نُداوي وجع الاشتياق. تركتنا في أوّلِ دربِ الحنينِ إليك، وهو دربٌ طويلٌ مضنٍ. لا نعرف كيف نجيب أحفادك عندما يسألون: متى يأخذنا (دودو) – كما يحبّون أن ينادونك – إلى البحر أو إلى حديقة الألعاب. لا نفهمُ كيفَ لظهيرةِ السبتِ أن تجمعَنَا دونَ أنْ تتصدَّرَ مائدةِ الطعام. ولا نعرفُ كيفَ نعالجُ صدى ضحكاتِكَ، ولا صوتَ صفقةِ يديكَ كلّما انتابتكَ نوبةُ ضَحِك. ولسنا وحدَنَا في ذلك يا عزيزي، فَزَاويتُكَ التي اعتدتَ الجلوسَ فيها في صالةِ البيتِ؛ تشتاقُ إليك. كُتُبُكَ، دَفَاتِرُكَ، وقصاصاتُ الصحفِ، والدروعُ التقديريةُ؛ تشتاقُ إليك. شجرةُ العِنَبِ والتّينِ على البابِ؛ تشتاقُ إليك. الفعالياتُ والمناسباتُ التي كانَتْ تَزْدَانُ بِحضُورِكَ؛ تشتاقُ إليك.

الوداعي: (أبوصبري) المدافع الواثق عن المبادىء

بدوره قال الدكتور شبر الوداعي رئيس المجلس البلدي للمحافظة الشمالية: “عرفنا في رفيقنا الراحل عبدعلي الشويخ (أبو صبري خير الصفات والمواقف الذي وأن غاب عنا برحيله فذكراه الطيبة لم ولن ترحل، فهو حاضر في لقاءاتنا وجلساتنا وحواراتنا واحاديثنا، وهو مثال لنا عندما نجلس نخطط لتنظيم عمل أو نشاط ما حيث نشعر بالفراغ الذي تركه برحيله، وهو قدوة بمواقفه الصلبة وصدقه عندما نتحدث عن مسيرة الجهود في مجتمعنا وعملنا الاجتماعي.

جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها الوداعي باسم أصدقاء الفقيد أبو صبري مشيراً إلى ما اتسمت به شخصية الراحل من “الأخلاق الرفيعة والتسامح وغضّ الطرف عن المواقف غير القويمة التي واجهت مسيرة علاقته بالاخرين وعدم الالتفات للقول غير الموزون الذي يوجه الى شخصه في مواقف العلاقة مع من تعامل معهم في محطات حياته المتداخلة في واقعها الاجتماعي وبناء العلاقات القويمة مع الأفراد على اختلاف مستوياتهم وصفاتهم ومواقفهم والمبادرة في فعل الخير، هي القيمة الأخلاقية العليا التي تميز بها رفيقنا الراحل عبد علي عيسى الشويخ”.

وأعطى الدكتور الوداعي، رئيس المجلس البلدي للشمالية، بالحملات الانتخابية مثالاً على الموقف الصلب للفقيد “في الدفاع عن مواقفنا ونهجنا الوطني، كان يعمل باخلاص ويتبنى المبادرات لدعم مواقفنا الانتخابية دون الالتفات الى المصدات والمواقف المعارضة، ويحرص على بناء العلاقات المتميزة مع المجتمع لايصال رسائل ممثلينا في الانتخابات، وكان يدافع بكل ثقة عن مواقفنا ومبادئنا دون تردد أو خوف برغم ما يتعرض اليه من مواجهات قاسية حتى من أقرب الناس إليه، لكنه يصرّ على المواجهة وإعلاء صوت الحق للثقة بالأفكار التي يتبناها”.

آخر الأخبار

أخر المقالات