العدد 200 من “التقدمي”

0
104

قبل أكثر من اثنين وعشرين عاماً، صدر العدد الأول من نشرتنا “التقدمي”، التي بدأت في الصدور تحت مسمى “أخبار المنبر” في يناير 2003، بعد مضي عام، أو أكثر قليلاً، على إشهار المنبر التقدمي جمعية سياسية علنية، وكانت بمثابة نشرة إخبارية في أربع صفحات، ثم أخذت في الازدياد تدريجياً، كما تحوّل اسم النشرة إلى “التقدمي”، وهي لما تزل في شكلها وحجمها القديمين، الأقرب في قطع ورقها، إلى شكل المجلة الأسبوعية، قبل أن تتحول إلى شكلها الراهن، شكل الجريدة، منذ أعوام طويلة.

منذ بداية صدورها اهتمت النشرة بتغطية أنشطة “التقدمي” وأوجه التنسيق بين الجمعيات السياسية، ومتابعة هموم الناس المعيشية، وقضايا الوطن السياسية، وقضايا العمّال والشباب والنساء، كما أولت، منذ بداية صدورها، الاهتمام بنشر النصوص الشعرية والمساهمات الأدبية.

كان قد صدر من “التقدمي” 91 عدداً، حين بلغنا قرار من جهة الترخيص الحكومية في سبتمبر من العام 2010، بإيقافها عن الصدور،  ما حمل المنبر التقدمي على التقدّم بدعوى قضائية ضد قرار الإيقاف، واستغرق نظر القضية عدّة سنوات، حيث أحيلت القضية إلى محكمة الاستئناف، بعد أن حكمت المحكمة الأولى بتأييد قرار الإيقاف، قبل أن يتمكن الفريق القانوني للتقدمي من كسب القضية في يناير 2015، لتعود “النشرة” إلى الصدور مجدداً، ولاحقاً ازداد عدد صفحاتها وتنوّعت أبوابها، إضافة إلى اهتمامها بتخصيص ملفات متعددة حفلت بها أعدادها، عن القضايا الراهنة ذات الأهمية الخاصة، محتوية على مواد وبيانات يمكن أن تشكّل مصدراً يعود إليه المهتمون  ببحث هذه القضايا.

احتلت القضايا العربية، وفي مقدّمتها القضية الفلسطينية، حيزاً كبيراً من اهتمام “التقدمي”، ومن ذلك ما خصصته وتخصصه النشرة من صفحات لفلسطين في كل أعدادها منذ العدوان الصهيوني الحالي على قطاع غزّة، حيث أصبح ذلك في مقدمة أولويات النشرة، وتجد القضايا العربية الأخرى وأوجه النضال الأممي ضد السياسات الإمبريالية مكاناً لها بين مواد “التقدمي”.

وإضافة إلى مقالات الرفاق من أعضائنا، تفخر “التقدمي” أن على صفحاتها يكتب عددٌ من الصحفيين والكتّاب البجرينيين المخضرمين ممن أثروا حياتنا الصحفية والثقافية خلال عقود، كما استقطبت أيضاً مواهب شابة، من الجنسين، في مجالات الشعر والقصة والمقال والدراسات المتنوعة.

 وبمناسبة صدور العدد 200  من نشرتنا نعبّر عن تقديرنا لكل المساهمين في إغناء محتواها بمقالاتهم ونصوصهم، ونفخر أن “التقدمي” منبرلأقلامهم، ونعتز بما يصلنا من ردود أفعال طيبة على الأثر الإيجابي لنشرتنا، كصوتٍ لقضايا الشعب والوطن وهموم المواطنين، وكحافظٍ  لذاكرتنا الوطنية، بإحياء ذكرى قدامى المناضلين وإبراز أدوارهم، كما نفخر بكون “التقدمي” فضاءاً للفكر التقدمي العلمي، ولكل ما يثري الساحة الأدبية والثقافية في وطننا الحبيب بجديد النصوص والأفكار.