العنوان أعلاه هو عنوان لكتابٍ كان يشكّل في فترة الخمسينات من القرن المنصرم أخطر كتاب في العالم وكتاب الضباب الأحمر فوق أمريكا.
“أحجار على رقعة الشطرنج” لمؤلفه الكندي وليام جاركار والذي صدر في عام 1955. ويبدأ جاركار كتابه في وصف الصراع الذي حدث في السماء بين الخير والشر، ومن ثمّ هبوطهما إلى الأرض شارحاً أنّ الظلاميين والتنويريين قوتان تتصارعان منذ بدء الخليقة، ثم يتدرج عبر حقبات زمنية سحيقة حتى وقتنا هذا مستفيضاً في وصف كيفية صناعة الثورات ويضرب لهذا مثل الثورة الفرنسية، ثم كيفية صناعة الحروب والقوى المتضادة، والمخططات السرية التي تحوك كل ذلك بدقة متناهية لإحكام السيطرة على العالم. ثم يتطرق إلى كيفية صياغة النظريات الفكرية ونقيضها في آن معاً، لديمومة الصراعات بين البشر.
تستدرجني هذه الإضاءة وفحوى الكتاب إلى محاولة إسقاط الفكرة الرئيسة منه على ما يحدث في الأراضي المحتلة منذ السابع من أكتوبر في محاولة لتحليل مجريات الأمور.
هل ما يحدث ما هو إلا ملاحقة رجال المقاومة؟، أم إزاحة كتلة بشرية بأكملها ومحاولة إفراغ الأرض من سكّانها الأصليّين لتنفيذ مشاريع تعددت تخميناتها: الاستفادة من ميناء غزّة، تنفيذ المرحلة الأخيرة من صفقة القرن في إزاحة سكّان القطاع باتجاه سيناء وسكّان الضفة باتجاه الأردن.
ما صدق أمر واحد فقط، هو أنّ المحتل البغيض يظنّ أنهم أحجار وليسوا من دم ولحم؛ فليس الأطفال أطفالاً، ولا النساء نساءً ولا الشيوخ شيوخاً. غير أن الأحجار قد تتشظى في عيون طارقيها لتعمي أبصارهم.