أيام قليلة ويمرّ عاما كامل على الفظائع والتوحش والانتهاكات التي يتعرض لها قطاع غزة .
في نظرة عابرة للشاشات العربية ستجد آلاف الأفواه التي أخذت من تلك الأحداث مادة دسمة تملأ بها ساعاتها الإخبارية وبرامجها التحليلية ومقابلات تشخيصية . أفواه تعدد الخسائر وحجم الخراب الواقع ووزن المقذوفات وأرقام الأرواح البشرية التي قضت جراء كل ذلك.
أفواه تسبشر وتتأمل بالوعود الزائفة التي لا تتحقق .
أفواه تصرخ وتتأثر ولا من مجيب.
أفواه للأمهات الثكالى والأطفال الفزعين والآباء الذين فقدوا الحيلة للتغلب على المصاب المفجع.
أفواه وأفواه وما أكثرها، تتزايد مع كل كارثة تقع فوق رأس العالم العربي يكثر فيها المتفوهون والمحللون والخطابيون والصارخون والمؤيدون والرافضون والواقفون على الحياد .
بالطبع لا غرابة بالأمر، حسب لفظة المصريين الطيبين (بوء) ما يعني أنه كلام في كلام، لا فعل جدي يفعل.
قد يتساءل القارئ ربما هناك خطأ في تركيبة عنوان هذا المقال بين جمع فاه ومفردة دم .
نعم إن جاز هذا الخطأ فإنه خطأ متعمد .
الأفواه التي تتشدق عديدة وما أكثرها، بينما الدم الذي يراق واحد، إنه الدم الفلسطيني .