لبنان الكرامة

0
17

منذ 17 سبتمبر الماضي، ولبنان الشقيق يتعرض لحرب إبادةٍ وتدميرٍ ممنهجة تطال الأطفال والمدنيين والمؤسسات في كافة الاراضي اللبنانية، في إطار العدوان الصهيوني، المدعوم من الإمبريالية العالمية وفي مقدمتها الأمريكية، على غزّة والضقة الغربية، وغاية العدوان الصهيوني على لبنان القضاء على صمود الشعب اللبناني ومقاومته للمحتلين الصهاينة، وتعطيل جبهة التصدي اللبنانية لهم منذ يدء عدوانهم على غزّة، ونحن نعلم ما يُمثلّه لبنان من أهمية في هذا المضمار، منذ ما قبل إنطلاقة جبهة المقاومة الوطنية اللبناية عام 1982، وما تلى ذلك من أوجه تصدٍ للمحتل.

لبنان، بالنسبة لنا جميعاً، هو لبنان الكرامة والصمود، الذي قدّم ولا يزال يقدّم للقضية الفلسطينية أغلى التضحيات، رغم الصعوبات الشديدة، ورغم تعقيدات الوضع الداخلي في البلد، والضغوط التي تمارس عليه من جهات مختلفة، تريد تعطيل دوره في مساندة فلسطين، خاصة في ظلّ الوضع العربي المتردي، وجنوح بلدان عربية مختلفة للتطبيع مع دولة الكيان المحتل، وما يقتضيه هذا التطبيع من لجم أوجه التصدي للعدو الصهيوني، وتعطيل التضامن والمساندة العربيين للشعب الفلسطيني في نضاله من أجل نيل حقوقه الوطنية المشروعة، وفي مقدّمتها حقّه في العودة إلى أرضه واقامة دولته الوطنية المستقلّة عليها.

نحن في البحرين، وفي منبرنا التقدمي، نقف بقوّة مع الدعوة التي أطلقها اللقاء اليساري العربي، في “إعلان بيروت” الصادر عن لقائه العاشر في 15 أيلول/ سبتمبر 2024، والذي تشكّل الأحزاب والتنظيمات العضوة فيه، سنداً وقاعدة مهمّة جداً في دعم صمود ومقاومة الشعبين الفلسطيني واللبناني في تصديهما للعدوان الصهيوني، ونؤكد على ما ذهب إليه بيان اللقاء اليساري، حول العدوان المستمر على لبنان منذ أيام، من أنّ “معركة المواجهة ضد العدو الصهيوني بالشراكة مع أسياده وأدواته، طويلة وقاسية وخطيرة جداً. لذلك، فإنّ كلّ المبادرات الثورية ضرورية ومطلوبة من اللقاء اليساري العربي، لتفعيل حضوره ومساهماته السياسية والميدانية في مواجهة الحرب العدوانية المصيرية التي تستهدفنا جميعاً”.

 ومهما كانت وحشية العدو وما يملكه من أدوات القتل والدمار والخراب، وما يُوقعه من ضحايا بشرية ومن خسائر مادية، وما يُسببه عدوانه من معاناة للمدنيين من سكّان الجنوب والبقاع وغيرها من المناطق، فإن لبنان الكرامة لن يستسلم.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا