أوجه الشبه بين أمريكا وإسرائيل

0
14

أوجه الشبه بين الولايات المتحدة ودولة إسرائيل تكاد تكون متقاربة، فهجرة اليهود إلى فلسطين تماثل قصص هجرة الأوروبيين إلى أمريكا وان هنالك تطابق بين القيم والطباع الإسرائيلية والأمريكية وكلاهما يمارس العنصرية، وإسرائيل كما كتب عطا ابو رية في جريدة “الأخبار المسائي” المصرية، هي الأبنة المدللة لأمريكا حيث أن دائمًا تشبه الأبنة أمها.

 الكاتب ابو رية لا يشير فقط إلى تصريح الرئيس الأمريكي بايدن في أكثر من مناسبة أنه يدافع عن إسرائيل، ويسعى لدعمها، كما قال أيضاً “لو لم تكن هناك إسرائيل لاخترعنا إسرائيل”، لكنه يشير أيضًا إلى توافق بايدن مع فكرة تأسيس إسرائيل منذ البداية ومع وعد بلفور، الوعد البريطاني بالحماية الأمريكية منذ 100 سنة تقريباً، الذي أعطى أرض فلسطين لليهود، لإقامة قومية صهيونية على الأرض، وللنظر للجماعات الأخرى على أنها جماعات منزوعة الحقوق.

أجبرت السلطات الأمريكية بالقوة والحديد والنار، زعماء قبائل الهنود الحمر على إلقاء أسلحتهم والاستسلام للأمريكان، وأجبرتهم على توقيع اتفاقية في فبراير عام 1877 والتي حرمتهم من أوطانهم، وبالتالي فقد تم نقل الهنود الحمر إلى “محميات” أخرى، هي في واقع الأمر عبارة عن معسكرات اعتقال.

ومن أهم ما خلصت إليه رؤيته أن فكرة المساواة والمواطنة من أهم مبادئ وأساسيات الفكر الأمريكي وحتى جرائم المستوطنين البيض الأوائل ضد الهنود الحمر وخطيئة أمريكا الكبرى في نظام العبودية تعترف بهم أمريكا بوضوح وبدون مراوغة، وتحاول أحياناً على استحياء التكفير عن ذنوبها التاريخية، ولكن في إسرائيل نرى العكس تماماً، فالقانون الإسرائيلي رسمياً يرسخ مبادئ يهودية الدولة وفوقية اليهود على غيرهم، والمدارس الإسرائيلية تدرس كل الحروب التوسعية الإسرائيلية كحروب دفاع عن النفس وتبررها، وفي نفس الوقت نجد أن المدارس الإسرائيلية لا تدرس تاريخ الإرهاب الصهيوني والتهجير القسري ومحو المئات من القرى الفلسطينية من على سطح الأرض.

تعتبر الديمقراطية والحريات أحد أهم أوجه التشابه بين الولايات المتحدة وإسرائيل، ولكن في الحقيقة الديمقراطية الإسرائيلية تحتوي على فكرة عنصرية وهي بالأساس مقصورة على اليهود، ورغم وجود حقوق ديمقراطية للفلسطينيين الإسرائيليين أو بعرب إسرائيل، إلا أن الممارسة الديمقراطية الإسرائيلية تجعل هذه الحقوق صورية، وأكبر دليل على هذا قوانين الهجرة التي تعطي حق لكل يهودي الهجرة إلى إسرائيل، وترفض حق العودة لأقارب الإسرائيليين الفلسطينيين الذين هاجروا بسبب ممارسات وعنف العصابات الصهيونية .

يعترف مؤيدو إسرائيل بأن الديمقراطية الإسرائيلية منقوصة لغير اليهود ويحاولوا تبرير هذا بشتى الطرق، منها المقارنة مع دول ومجتمعات مختلفة مثل اليابان، وهنالك يهود من الشرق والغرب والجنوب والشمال، ولكن في نفس الوقت يتحول كل هؤلاء بألوانهم وثقافتهم المختلفة إلى “عنصر” يمارس الديمقراطية العنصرية. منظمة العفو الدولية أكدت في تقرير حديث لها، إنه ينبغي مساءلة السلطات الإسرائيلية على ارتكاب جرائم القتل والإبادة الجماعية الفصل العنصري ضد الفلسطينيين، ويبيّن التقرير أن دولة الاحتلال تفرض نظام اضطهاد وهيمنة على الشعب الفلسطيني، وتسيطر على حقوقه، وهذا يشمل الفلسطينيين المقيمين في إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة، فضلاً عن اللاجئين النازحين إلى بلدان أخرى.

وتؤكد العفو الدولية أنه سواء كان الفلسطينيون يعيشون في غزّة، أو القدس الشرقية، أو الخليل، أو إسرائيل نفسها، فهم يعاملون كجماعة عرقية دونية ويحرمون من حقوقهم على نحو ممنهج، وقالت منظمة “هيومن رايتس ووتش” الحقوقية، إن تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت الأخيرة حول الفلسطينيين “دعوة لارتكاب جرائم حرب”، حيث وصفهم بأنهم حيوانات بشرية تمهيداً لإبادتهم، مثلما كان النازيون يصفون اليهود بأنهم “جرذان” قبل إشعال المحرقة.

تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية مع العنصرية خاصة ضد المواطنين السود كبير وعنيف جداً، وهي أيضاً عنصرية متنوعة، وعلى مدار تاريخ الأمريكيين مارسوا العنصرية ضد العديد من الفئات في المجتمع الأمريكي، سواء ضد السود أو الهنود الحمر، فالجميع لم يسلموا من العنصرية، وعمليات الإبادة الجماعية الممنهجة شاهدة عليهم.

تقول شبكة “إن بي آر” الإخبارية الأمريكية، إن هناك عدة طرق تكشف غياب العدالة، التي يتعرض لها بعض الأطفال في المدارس الحكومية، منها التحيز الغير معلن، والتفرقة في التمويل، وإيقاف الطلاب واحتجازهم.

About the author

Author profile

كاتب بحريني وعضو التقدمي

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا