كنت أنوي الكتابة تحت مسمى هذا العنوان، عن العمل الروائي المعنون به للروائية الفلسطينية سوزان أبو الهوى، حيث أنه يجسد وبشكل حقيقي ما يحدث، ولأن هذا المقال يحتاج لأسبوعين من تاريخ كتابته حتى يخرج للنور، فإن فكرة المقال تصبح كالخبز البائت، لا سيما وأن الأحداث ومجريات الأمور تتسارع وتتزايد كالنار في الهشيم، ليس في الوطن المحتل فقط بل ودول الطوق أيضاً.
عندما ينام العالم، التعبير الأدق لمثل هكذا مرحلة، تغوّل وتوحّش غير مسبوق، اغتيالات، تصفية حسابات، خراب، دمار، أرواح تزهق، ارض محروقة، مهجرون، لاجئون، نازحون، ثكالى، أرامل، جوعى، جرحى، شهداء … على مرأى العالم بأكمله، ويصدق العنوان على أنه عالم نائم أم انه يغضّ الطرف للسماح بالمزيد من القتل والدمار.
بالإشارة إلى العمل الروائي فإنه لا يخرج عن سياق ما سبق، حيث انه يجسد معاناة الفلسطيني التي بدأت منذ 1948 ولا زالت مستمرة حتى اليوم، في كافة أماكن تشتته وارتحاله القسري.
يقول “مايكل باين” وهو إعلامي بريطاني عن الرواية أنها: (رؤية إنسانية قوية لما اضطر العديد من الفلسطينيين لاحتماله منذ بدء الاحتلال، تأخذه سوزان أبو الهوى عبر الأحداث الدامية المشحونة بالغضب والمليئة بالرقة حيث تخلق صوراً لا تُنسى للعالم، حيث تعيش الإنسانية واللاإنسانية، الذات والأنانية، الحب والكراهية بعضها جنب بعض).