شعبنا وحربه على الطائفية

0
8

لقد تطرقنا للموضوع كثيراً من قبل، ولكننا لازلنا نصر عليه، طالما هناك من يصر على مواصلة نشر الطائفية عنوة ولا يراها خطراً يداهم مجتمعنا، والطائفية مرض زرعه المستعمر،  بخطة محكمة قبل أن يولي لكي تستمر بعد انسحابه، وللأسف نجح في ذلك لأنه يعرف جيداً بأن هناك من سيتأثر بها، وهو ما بات يؤرق مسارنا الوطني الذي ينشد خلق نسيج اجتماعي يلم كل الأطياف الوطنية، ومن المؤسف اليوم، وبعد مرور أكثر من نصف قرن على خروج المستعمر، لازال هناك من ينفث سموم الطائفية باسم حرية المعتقد، لننغمس في طين التخلف والتقوقع في الجهل، حيث سنة بعد سنة نزداد طائفية وتتشربها أجيالنا وتأخذ بها دون أن تدرك.

إلى متى سيستمر هذا السلوك المعلن والضرر الناجم عنه، وإلى متى ستبقى منابر تروج هذه السموم، مع أن أصواتنا بحت  ونحن نقول إن الطائفية قنبلة موقوتة وخطر يداهم ثقافتنا المبنية على وعي يسمو بعقل الإنسان الذي يتمتع بمزايا التقدم ويطمح للتطور والبناء الاجتماعي والعلمي الذي ينهض بوطن متنور خالٍ من الانغلاق والتحجر.

في الأعوام 1965 – 1966 – 1967 – 1968 وغيرها تصدى شعبنا للاستعمار البريطاني ورموزه، ويلسون رئيس وزراء بريطانيا آنذاك والميجر ديلي وتشارلز بلغريف وآخرين الذين نكلوا بخيرة أبناء شعبنا المناضل في سبيل دحر وزوال هذا الاستعمار، وشهدت كل مناطق البحرين وعلى امتداد ساحاتها: المحرق بكل مناطقها، والمنامة بكل ساحاتها الواسعة؛ القضيبية – الفاضل – الحورة – المخارقة – العوضية، والقرى سترة – النويدرات وغيرها، كل هذه المناطق تصدت بعزيمة صادقة لمواجهة استعمار بغيض استخدم كل وسائله الاستعمارية وأخذ زمام الحكم، حيث أصبح ينفذ كل مهام الدولة تنفيذاً وتشريعاً وللأسف دون رادع، حيث ساند المتآمرين على الشعب والوطن لتأجيج فتنة.

لقد ناضلنا لإرغام المستعمر على الرحيل في سبيل تحقيق مطالبنا العادلة، وبهذا نلنا استقلالنا واحتفلنا وهزجنا يومها بجميع أطيافنا ورموزها السياسية وقياداتها القومية والوطنية التقدمية فرحاً بيوم الاستقلال رغم أن المستعمر لم يتخل عن استعمارنا اقتصادياً وسياسياً، كما أنه ترك لنا شرطياً هو إيران والتي تطالب بضم البحرين لها لكي تبقينا في دائرة الاستعمار، لكن شعبنا رفض هذا التجني بعزيمة مؤكداً على عروبة وطننا.

وظف المستعمر إيران، يومها، شرطياً على الخليج، فراحت تنعق ليل نهار: سنضمّ البحرين لنا، وحاول أن يسعى لتحريض البحرينيين من الأصول الفارسية ولم يفلح، لكونهم أبناء هذا الوطن، حيث ولدوا وتربوا فيه وخدموه، ولم يجرأ النظام الإيراني أن يفتح هذا الملف، وهذا لم يأت عبثا فقد أخذ شعبناً في كل المحافل والمنتديات الثقافية والاجتماعية حتى على صعيد المهرجانات الرياضية يناضل ضد نغمة (البحرين تابعة لإيران) رغم الاستغلال الإعلامي لأسماء بعض القرى والمدن بأسماء فارسية بحكم أنها مسائل تاريخية مثلها مثل أي تسمية لمناطق في بلدان كثيرة، حيث تتنوع في تاريخنا مصادر التكوين العربي والفارسي  وكثير من الثقافات المجاورة لنا جغرافياً،  مثلما تربطنا تاريخياً أواصر بالحضارة الفينيقية.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا