الفلسطيني السوري

0
12

درجت العادة عند الفلسطيني، عندما يريد التعريف بنفسه أن يتبع لفظة جنسيته، جنسية الدولة التي لجأ إليها آباؤه وأجداده بعد النكبة: لبنان، الأردن، العراق، سوريا، فيقول عن نفسه مثلاً: فلسطيني لبناني أو من لبنان، أو فلسطيني سوري، أو من سوريا.. الخ.

 في هذا المقال القصير الذي لن يتسع للإحاطة بمجمل ما كان ويكون مع (الفلسطيني السوري)، وذلك لما يحمل وضعه من خصوصية تختلف عن باقي لاجئي دول الطوق، كما تُعرف.

لم يبق الفلسطيني السوري لاجئاً في حدود المخيمات التي خصصت له كأماكن تجمع الفلسطينيين على امتداد المدن السورية، وأخصّ منها مخيم اليرموك، الذي يعتبر أكبر تجمع للاجئين الفلسطينيين في سوريا. لقد تجاوز فيه الفلسطيني السوري فكرة المخيم، وامتدّ ليلتحم مع النسيج الاجتماعي والفكري والسياسي السوري، لما لديه من كفاءات علمية عالية، ونماذج ثقافية وفنية ونضالية. وكان له ما كان للشعب السوري في الآونة الأخيرة من مؤيد للنظام ومعارض له، حرٌ ومعتقل، مشرد وشريد، قاتل ومقتول، مهجر ونازح ولاجئ.

قبل أيام قليلة سقط نظام الحكم في سوريا، وظهرت الفواجع من السجون والمعتقلات. كما تقف الأم السورية والابنة والطفل والأخ والأخت للبحث عن أحبائهم المعتقلين، كذلك تقف الأم والابنة والابن والأخ والأخت الفلسطينية في سوريا يحاولون معرفة مصير أحبتهم من المعتقلين الفلسطينيين في السجون السورية، سواء عن طريق التعرف على جثثهم أو أي أثر من آثارهم يدل عليهم، أو على شخوصهم إن كان ما يزالون أحياء بعد أن غيبت معاناة سنوات السجن الطويلة ملامحهم أو بدّلتها.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا