العرب أيضا يستطيعون قول لا

0
12

الى قادة أمتنا العربية، من المحيط الى الخليج..نشد على أياديكم ونناشدكم بالتمسك بمواقفكم القومية الرافضة لطلب الرئيس الأمريكي ترامب ترحيل شعبنا الفلسطيني العظيم من أرضه في غزة الباسلة، الى سيناء المصرية والمملكة الأردنية الهاشمية.

تحصنوا وتسلحوا بشعوبكم التي ستقف وقفة بطولية تضحي فيها بالغالي والنفيس دفاعاً عن شرف وكرامة وهيبة وتاريخ وحضارة أمتنا المجيدة.

افعلوا كما فعل رئيس كولومبيا غوستافو بيترو، وكما فعلت بنما وكندا، وكما فعلت الدانمارك التي أصدرت التراخيص اللازمة لشركة غازبروم أيه جي (Gazprom AG) المسؤولة عن إدارة خط أنابيب نورد ستريم، لإصلاح الأعطال التي أحدثها التفجير الارهابي لأنابيب نقل الغاز الروسي الى أوروبا الذي حدث في 26 سبتمبر 2022، وذلك رداً على مطالبة ترامب للدانمارك بالموافقة على ضم جرين لاند للولايات المتحدة.

الصين أيضا ستفرض عقوبات مضادة ضد الشركات والسلع الأمريكية رداً على ضرائب ترامب على صادرات السلع الصينية الى أمريكا، وكذلك ستفعل المكسيك، وأي دولة من الدول المؤسسة لتكتل “BRICS” يشملها ترامب بعقوباته انتقاما لتفضيلها استخدام عملاتها الوطنية بدلاً من الدولار الأمريكي.

ما من دولة مستعدة حتى الآن للخضوع لابتزازات واملاءات ترامب. وهذا أدعى لأن نحدو نحن في عالمنا العربي حدو بلدان الجنوب العالمي وأوروبا والصين وروسيا، بعدم تقديم أي تنازل للرئيس الأمريكي الذي أوهمته نرجسيته بأن العالم سوف يأتمر بأمرته ويستجيب لكل طلباته.

يجب افهام ترامب وأعضاء فريق إدارته المتصهينين، أن المباراة لم تنتهِ، لأن الحكم لم يُطلق صافرة النهاية بعد، وإن هذه الأمة لم ولن تتخلى أبداً عن فلسطين وشعب فلسطين، من دون اكتراث لمن يحكم في واشنطن. فلدينا أوراق قوة تفوق بكثير ما لدى كولومبيا وبنما على سبيل المثال، تؤهلنا لأن نقف ونقول لا في وجه ترامب المتغطرس.

في يناير 1991، نشر عمدة طوكيو الراحل شينتارو إيشيهارا (Shintaro Ishihara) الذي توفى في 2022، كتابا بعنوان “اليابان التي تستطيع أن تقول لا” (The JAPAN THAT CAN SAY NO). لقد أرادت هذه الشخصية الوطنية اليابانية، من خلال سرد وقائع وحقائق بالغة الأهمية لجهة أوراق القوة التي تحوزها اليابان، أن يقول للنخبة اليابانية الحاكمة، ألا تخشى ولا تخضع لمشيئة أمريكا، فبِيَدها أوراق قوة استثنائية تؤهلها لنطق كلمة “لا” كبيرة في وجه واشنطن.

لكن النخبة اليابانية التي نصّبتها واشنطن في الحكم بعد احتلالها لليابان في أعقاب قصفها بالقنابل الذرية في 1945، لم تشأ الأخذ بنصيحة إيشيهارا، وفضلت الاستمرار في أداء دورها الوظيفي المُسند اليها من قبل الأمريكي الذي لازال يحتل اليابان عسكريا.

بنما وكولومبيا وكندا والدانمارك وأوروبا والصين، قالتها استناداً لدعم شعوبها. وحريٌ بنا نحن العرب أن نعلنها صريحة، قوية، غير متلعثمة. وإن الذي لا ريب فيه، أن الشعوب العربية جاهزة لإثبات اسنادها لهذا الموقف المتعلق بصميم الأمن القومي العربي من المحيط الى الخليج.