Sunday, June 1, 2025

المنبر التقدمي يحيي ذكرى المناضل محسن مرهون في حفل تأبيني حاشد

نظّم المنبر التقدمي فعالية تأبينية مهيبة لتوديع المحامي والمناضل الوطني البارز محسن حميد مرهون، عضو كتلة الشعب في أول مجلس وطني منتخب (1973–1975)، وذلك بحضور حاشد من رفاقه وأصدقائه وعائلته، إلى جانب رموز التيار الوطني الديمقراطي وممثلي جمعية المحامين البحرينية.استُهلت الفعالية، التي أقيمت في مقر المنبر، بدقيقة صمت حدادًا على روح الفقيد وأرواح المناضلين الراحلين من رموز الحركة الوطنية البحرينية.زويا مرهون: نودع قيمة عظيمة في حياتناوبالنيابة عن ابنة الفقيد زويا مرهون، القى كلمتها المحامي حميد الملا، التي قالت فيها: ” نجتمع اليوم لنودع إنساناً استثنائياً، كان أباً وصديقاً ومصدر إلهام لكل من عرفه… إن رحيل والدي ليس فقط فقدان شخصٍ نحبه، بل هو غياب قيمة عظيمة في حياتنا… لقد كان حاضراً دائماً بحكمته وثقافته وبقدرته على الإصغاء والمساندة دون أن يطلب شيئاً في المقابل”.وجاء في كلمتها:” كان يؤمن بالإنسان، ويؤمن بالعمل، ويؤمن أن القيم الحقيقية تُقاس بما نتركه من أثر طيب في حياة من حولنا. وقد ترك والدي أثراً لا يُمحى، في كل من عمل معه، وعاش بجانبه، وتعلم منه… لقد عاش حياة مليئة بالعطاء، بسيطة في ظاهرها، عظيمة في معناها. لم يسعَ وراء الألقاب أو المظاهر، بل اختار أن يكون صادقاً مع نفسه ومع الآخرين، وهذا ما جعله محبوباً ومحل احترام أينما كان”، واختتمت كلمتها: ” اليوم، ونحن نودّعه، لا نملك إلا الامتنان. امتنانٌ على ما قدم، وعلى ما علمنا إياه، وعلى الذكريات التي ستبقى حيّة فينا، تذكّرنا بمن كان، وتلهمنا لنكون أفضل”.عادل المتروك: انحياز دائم للفقراء وقيم جبهة التحريروفي كلمة عادل المتروك، الأمين العام للمنبر التقدمي، استعرض أبرز محطات الفقيد النضالية، قائلاً: “تشرّب مرهون مبادئه من مدرسة جبهة التحرير، وبرز في المجلس الوطني من خلال كتلة الشعب كمعبّر عن تطلعات الشعب… وقف بصلابة ضد قانون أمن الدولة والوجود العسكري الأجنبي، وساهم في إطلاق العريضتين النخبوية والشعبية، وكان صوته ناطقًا باسم الطبقة العاملة والكادحين”.وأضاف: “رغم اعتقاله لخمس سنوات، لم يخرج من السجن منكسراً، بل واصل نضاله وبرز في تأسيس جمعية المحامين وقيادة العمل الوطني المهني. كما كان من مؤسسي المنبر التقدمي بعد انطلاقة المشروع الإصلاحي، واضعًا لبنات برنامجه السياسي وهيكله التنظيمي”.عبدالنبي سلمان: أحد أعمدة المسار الديمقراطيالنائب عبدالنبي سلمان، وبالنيابة عن كتلة “تقدّم”، أكد في كلمته أن الراحل مثل مع رفاقه في المجلس الوطني في السبعينات شكّلوا نقطة تحول في الحراك الوطني: “لقد ساهم بقوة في طرح قوانين أساسية كقانون التأمينات الاجتماعية، وكان فاعلاً في الحراك النقابي، يتنقل من مصنع لآخر بحثًا عن حلول للعمال… كان شخصية سياسية صلبة، برؤية وطنية واضحة، نستلهم منها في مسيرتنا البرلمانية اليوم”.صلاح المدفع: رمز في الدفاع عن الحرياتمن جانبه، أشار المحامي صلاح المدفع، رئيس جمعية المحامين البحرينية، إلى أن الفقيد كان صوتاً حراً في الدفاع عن الحقوق: “كان بسيطاً، مرحاً، صلباً في المواقف، لا تأخذه في الحق لومة لائم، وكان محوراً توافقياً في جمعية المحامين… رحيله خلّف فراغاً لم يملأه أحد”.أحمد الديين: ضيف الكويت الذي رفض الهروب من الاعتقالاستعرض الرفيق أحمد الديين الشخصية الوطنية وعضو المكتب السياسي للحركة التقدمية الكويتية تفاصيل زيارة مرهون إلى الكويت في ديسمبر 1975، قبيل اعتقاله: “رفض الهروب رغم معرفته بالاعتقال، وأصرّ على العودة إلى البحرين. وبادرنا بعقد مؤتمر صحفي معه في جمعية الصحفيين الكويتية لشرح مستجدات الوضع في البحرين بعد حلّ المجلس الوطني، حيث تدخل الشيخ جابر العلي واعتبره ضيفاً عليه.. لقد كان محسن مرهون صوتاً نادراً للحق في زمن الصمت”.د. عباس هلال: من موسكو إلى المحاماة إلى العرائضأما الدكتور عباس هلال، فتحدث عن مسيرة الراحل منذ بداياته: “من دمشق إلى موسكو، ومن المحاماة إلى العمل النقابي والسياسي، كان محسن مرهون في قلب الحركة الوطنية لستين عاماً. دافع عن المعتقلين، وشارك في تأسيس العرائض الوطنية، وخاض معارك الإضراب والاعتقال في سجون البحرين، وبقي صلبًا شامخًا كالنخلة”.إشادات خليجية وتاريخ لا يُنسىاختتم الحفل بقراءة مقال تأبيني كتبه الكاتب السعودي نجيب الخنيزي، وألقاه بالنيابة فيصل خليفة، استذكر فيه تجربة الراحل في المجلس الوطني وما تلاها من نضال، مشيراً إلى أن فقدانه يمثل “خسارة كبرى للتيار التقدمي في الخليج بأسره”.

المادة السابقةالقمّة العربية في بغداد
المقالة القادمةتكريم النقابي الراحل

آخر الأخبار

أخر المقالات