نظّم المنبر التقدمي، ممثلًا بقطاع النقابات العمالية والمهنية، احتفالًا بمناسبة عيد العمال العالمي، في مقره. شارك في الاحتفالية أعضاء وأصدقاء التقدمي وممثلو الاتحادات والنقابات العمالية، إلى جانب عدد من الشخصيات السياسية والنقابية والإعلامية، وذلك في أجواء مفعمة بروح النضال والتضامن العمالي. افتتح الحفل بنشيد “طريقنا أنت تدري”، الذي جسّد بروح كلماته قوة الإرادة العمالية والتصميم على تحقيق العدالة الاجتماعية، تبعته كلمات وقصائد شعرية أُلقيت بالمناسبة، استحضرت نضالات العمال وتضحياتهم عبر التاريخ.المتروك: الوحدة العماليةوألقى الرفيق عادل متروك، الأمين العام للمنبر التقدمي، كلمة بالمناسبة استهلها بتحية للعمال والكادحين في البحرين وكلّ العالم، مشيدًا بدورهم في بناء الحضارات والدفاع عن حقوقهم في وجه الظلم والاستغلال. وقال متروك: “في كلّ أول مايو، نستحضر ذكرى رفاق غادرونا إلى مستقرهم السرمدي، كانوا هنا بيننا، يحملون راية النضال، واليوم يظلون معنا بروحهم ونضالاتهم. إنهم جزء من وجودنا الروحي، رفاق زرعوا بذرتنا الأولى في درب الكفاح، ونحن على خطاهم سنمضي، مستنيرين بالقدرة الخلاقة للنظرية الماركسية في فهم التناقضات ودراستها.”وشدّد متروك على أن الطبقة العاملة تواجه اليوم تحديات غير مسبوقة، في ظل سيطرة الشركات الاحتكارية والتغوّل الإمبريالي الذي يسعى لفرض نمط حياة يلبي مصالحه الخاصة، متجاهلًا القيم الإنسانية والعدالة الاجتماعية. وقال: “لقد أصبحت الشركات الاحتكارية اليوم تُحدّد حياتنا اليومية، من أسعار الطاقة إلى نظم الضرائب والسياسات الاقتصادية، بل وحتى الذوق العام والثقافة الفنية. ونحن في المنبر التقدمي نرفض هذا الهيمنة، ونجدد التزامنا بالنضال من أجل عالم تسوده العدالة والمساواة.”كما أكد متروك على ضرورة تعزيز الوحدة العمالية في مواجهة محاولات تفتيت الحركة النقابية وتهميش دورها، داعيًا إلى التنسيق لمواجهة التحديات التي تعترض طريق النضال العمالي، والعمل على تحقيق الإصلاح السياسي كمدخل رئيسي لاستعادة حقوق العمال وتعزيز الديمقراطية.كلمة “تقدّم” من جانبها، ألقت النائبة الرفيقة إيمان شويطر كلمة باسم كتلة “تقدّم”، أكدت فيها على أهمية الاستمرار في النضال العمالي رغم كل التحديات، مشيرة إلى أن الوحدة العمالية هي الضمانة الوحيدة لحماية الحقوق والمكتسبات. وقالت شويطر:”نحن نؤمن بأن استعادة طبقتنا العاملة لوحدتها ولدورها الريادي هو السبيل الوحيد لمواجهة تغوّل الرأسمالية وحماية مصالح العمال. ولن نسمح بأن تُستغل العمالة المهاجرة كوسيلة لتقويض حقوق عمالنا، أو أن يُستخدم التخويف والتمييز لتشويه دورهم الريادي.” لأولوية البحرنة وفي كلمة ألقاها النقابي عباس الديري، الأمين العام المساعد للأنشطة والمشاريع بالاتحاد العام لنقابات عمال البحرين، تمّ تسليط الضوء على شعار هذا العام “البحرنة أولوية لعدالة اجتماعية مستدامة”، مؤكدًا على ضرورة منح العامل البحريني الأولوية في سوق العمل، وتعزيز دوره في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، بعيدًا عن هيمنة الشركات الكبرى وسياسات الخصخصة.من جانبه أشار النقابي ياسر الحجيري رئيس نقابة عمال ألبا إلى أن الأول من مايو مناسبة نستلهم منها دروس التاريخ ونستعرض من خلالها واقعنا العمالي الراهن، وإن أي توجه نحو “إصلاح” اقتصادي لا يُراعي العدالة الاجتماعية، ويُقصي صوت العامل ومشاركته، هو توجه محكوم عليه بالفشل.كما تحدث النقابي نبيل المحاسنة، رئيس نقابة عمال جارمكو، مستعرضًا مسيرة النقابة منذ تأسيسها عام 2002، والإنجازات التي حققتها رغم التحديات، مشددًا على أهمية الوحدة النقابية في مواجهة الضغوط الاقتصادية والسياسية.وفي كلمة لجمعية المحامين البحرينية، ألقاها نائب رئيس الجمعية المحامي محمد فتيل، تم التأكيد على أهمية الدفاع عن حقوق العمال وتعزيز دور النقابات في بناء مجتمع عادل ومستدام.مشاركة شعريةواختُتم الحفل بقصائد شعرية للشاعرين عبدالحميد القائد وكريم رضي، عبّرت عن روح النضال العمالي، مستحضرة تضحيات العمال وتاريخهم النضالي، وسط تفاعل كبير من الحضور الذين جددوا عهدهم بالنضال تحت شعار: “يا عمال العالم اتحدوا.” وأكد الحاضرون في نهاية الحفل على ضرورة استمرار النضال من أجل حقوق العمال، وتوحيد الصفوف لمواجهة التحديات، وتعزيز التضامن العمالي في مواجهة التغيرات الاقتصادية والاجتماعية.
“التقدمي” يحيي عيد العمال بتكريم النضال العمالي واستحضار قضايا الطبقة الكادحة
