عرفت حسن علي محمد خليفة أو “جابر” حسبما دأب رفاقه على تسميته ابان العمل السري لجبهة التحرير الوطني البحرانية، قبل ما يقارب عام. لم أنل شرف لقاء الرجل شخصياً او التواصل معه بصورة مباشرة أو حتى غير مباشرة، إلا أن معرفتي به جاءت إثر قراءات في سيرة المناضل الموسيقي مجيد مرهون، حيث حرضني الصديق محمد شاهين على مشاركته في كتابة سيناريو لعمل فني درامي يدور حول مجيد مرهون.
العمل لا زال في طور المسودات والأفكار الأوليّة رغم بداية الفكرة منذ فترة ليست بالقصيرة، إلا ان قامة كمجيد تلزمك بأن تعمل على نار هادئة خوفاً من أن تبخس حقه، وأتمنى أن يرى النور يوماً ما. وأحسب بأن ذكري للمشروع علانية هنا لعله يكون وعداً أقطعه على نفسي ألتزم به وألزم به صاحب الفضل الأول للفكرة الصديق شاهين بأن يظل العمل يلح علينا حتى تكتمل أركانه.
ما دلنا على “جابر” هي سيرة مجيد مرهون، التي وصفت حسن علي محمد خليفة بأنه المسؤول عن تنظيم مجيد مرهون ضمن كوادر جبهة التحرير الوطني البحرانية، وأنه كان السبب في أن يخطو مجيد خطواته الأولى نحو التنظيم الذي كوّن شخصيته النضالية التي نعرفها سواء بصورة مباشرة للذين عاصروه أو من خلال موسيقاه وسيرته للذين لم يحالفهم الزمن للقائه.
هناك جهود بذلت سابقاً في كتابة سيرة التقدمي منذ البذرة الأولى وصولاً لما هو عليه اليوم، وهناك أكثر من مبادرة سابقة جرت لكتابة سيرة الرعيل الأول من المناضلين الذين كان لهم الفضل حتى يظهر التقدمي بصورته العلنية اليوم، ولكنها عملية تحتاج لعمل مستمر ومسؤولية كبيرة تتحملها شبيبة التقدمي ولا استثني نفسي من تحمل المسؤولية فالمهمة صعبة والمسؤولية جماعية، فالتاريخ أرث الجيل السابق ولكنه كنز ثمين للأجيال القادمة.